تفسير ابن عربي - ابن العربي - ج ٢ - الصفحة ٢٠
إلى آية 35] * (رب اشرح لي صدري) * بنور اليقين والتمكين في مقام تجلي الصفات لئلا يضيق بإيذائهم، ولا تتأذى وتتألم نفسي بطعنهم وسفاهتهم، فكما أتكلم بكلامك معهم أسمع بسمعك كلامهم وأجده كلامك، وأرى ببصرك إيذاءهم وأجده فعلك، فلا أرى ولا أسمع ما يقابلونني به إلا منك، فأصبر على بلائك بك ولا تظهر نفسي برؤيتها منهم، فتحتجب بصفاتها وصفاتهم عن صفاتك * (ويسر لي أمري) * أي: أمر الدعوة بتوفيقهم لقبول دينك وإمدادي على المعاندين من نصرك وتأييد قدسك * (واحلل عقدة) * من عقد العقل والفكر والمانعين عن إطلاق لساني بكلامك والجراءة والشجاعة على تصريح الكلام في تبليغ رسالتك وإعلاء كلمتك وإظهار دينك على دينهم بالحجة والبينة في مقابلة جبروتهم وفرعنتهم رعاية لمصلحة خوف السطوة * (يفقهوا قولي) * لتليينك قلوبهم والخشوع والخشية فيها وتأييدك إياي من عالم القدس والأيد. وباقي القصة لا يقبل التأويل فإن أردت التطبيق فاعلم أن موسى القلب يسأل الله تعالى بلسان الحال أن يجعل هارون العقل الذي هو أخوه الأكبر من أبيه روح القدس له وزيرا يتقوى به ويستوزره في أموره ويعتضد برأيه مشاركا معاونا له في اكتساب كمالاته معللا طلبه بقوله: * (كي نسبحك) * أي: بالتجريد عن صفات النفس وهيئاتها * (كثيرا ونذكرك) * باكتساب المعارف والحقائق والحضور في المكاشفات ومقام تجليات الصفات * (كثيرا إنك كنت بنا) * أي: باستعدادنا لقبول الكمال وأهليتنا له * (بصيرا) * فأعنا واجعلنا متعاونين على ما ترى منا وتريد.
تفسير سورة طه من [آية 36 - 40] * (قد أوتيت) * أعطيت * (سؤلك) * ووفقت لتحصيل مطلوبك. * (ولقد مننا عليك مرة أخرى) * قبل إرادتك وطلبك بمحض عنايتنا * (إذ أوحينا إلى أمك) * النفس الحيوانية * (ما يوحى) * أي: أشرنا إليها * (أن اقذفيه) * في تابوت البدن أو الطبيعة الجسمانية * (فاقذفيه) * في يم الطبيعة الهيولانية * (فليلقه اليم) * عند ظهور نور التمييز والرشد بساحل النجاة * (يأخذه عدو) * النفس الأمارة الجبارة الفرعونية * (وألقيت عليك محبة مني) * أي:
أحببتك وجعلتك محبوبا إلى القلوب وإلى كل شيء حتى النفس الأمارة والقوى، ومن
(٢٠)
مفاتيح البحث: سورة طه (1)، الخوف (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 ... » »»