إلى الآية 71] * (إن الله وملائكته يصلون على النبي) * بالإمداد والتأييدات والإفاضة للكمالات فالمصلي في الحقيقة هو الله تعالى جمعا وتفصيلا بواسطة وغير واسطة، ومن ذلك تعلم صلاة المؤمنين عليه وتسليمهم له فإنها من حيز التفصيل وحقيقة صلاتهم عليه قبولهم لهدايته وكماله ومحبتهم لذاته وصفاته فإنها إمداد له منهم وتكميل وتعميم للفيض إذ لو لم يمكن قبولهم لكمالاته لما ظهرت، ولم يوصف بالهداية والتكميل فالإمداد أعم من أن يكون من فوق بالتأثير أو من تحت بالتأثر، وذلك كقبول المحبة. والصفاء هو حقيقة الدعاء في صلاتهم بقولهم: اللهم صل على محمد. وتسليمهم جعلهم إياه بريئا من النقص والآفة في تكميل نفوسهم والتأثير فيها وهو معنى دعائهم له بالتسليم * (لعنهم الله في الدنيا والآخرة) * لأن النبي في غاية القرب منه بحيث يتحقق به بفناء أنيته ولم تبق اثنينية هناك لخلوص محبته، فالمؤذي له يكون مؤذيا لله، والمؤذي لله هو الظاهر بأنية نفسه لعداوة الله له فهو في غاية البعد الذي هو حقيقة اللعن في الدارين ظاهرا وباطنا وهو مقابل لحضرة العزة فيكون في غاية الهوان في عذاب الاحتجاب * (وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا) * لمن استعد لها * (لعن الكافرين) * لبعدهم عنه بالاحتجاب.
* (يوم تقلب وجوههم في النار) * بتغيير صورهم في أنواع العذاب وبراز الحجاب.
* (اتقوا الله) * بالاجتناب عن الرذائل والسداد في القول الذي هو الصدق والصواب، والصدق هو مادة كل سعادة وأصل كل كمال لأنه من صفاء القلب وصفاؤه يستدعي قبول جميع الكمالات وأنوار التجليات، وهو وإن كان داخلا في التقوى المأمور بها لأنه اجتناب من رذيلة الكذب مندرج تحت التزكية التي عبر عنها بالتقوى لكنه أفرد بالذكر للفضيلة كأنه جنس برأسه كما خص جبريل وميكائيل من الملائكة.
* (يصلح لكم أعمالكم) * بإفاضة الكمالات والفضائل، أي: زكوا أنفسكم لقبول