تفسير ابن عربي - ابن العربي - ج ٢ - الصفحة ١٢٣
سورة العنكبوت بسم الله الرحمن الرحيم تفسير سورة العنكبوت من [آية 1 - 2] * (ألم) * أي: الذات الإلهية والصفات الحقيقية التي أصلها وأولها باعتبار النسبة إلى الغير العلم والإضافية التي أولها ومنشؤها المبدئية اقتضت أن لا يترك الناس على نقصانهم وغفلتهم واحتجابهم بمجرد أقوالهم المطابقة للحق وظواهر أعمالهم، بل يفتنوا بأنواع البليات ويمتحنوا بالشدائد والرياضات حتى يظهر ما كمن في استعداداتهم وأودع في غرائزهم. فإن الذات الإلهية أحبت أن تظهر كمالاتها المخزونة في عين الجمع فأودعها معادن أعيان الناس، وأوجدها في عالم الشهادة، كما قال تعالى: ' كنت كنزا مخفيا ' الحديث. فتحبب إليهم بالابتلاء بالنعم والنقم ليعرفوه عند ظهور صفاته عليهم فيصيروا مظاهر له في الانتهاء إليه، كما كانوا معادن وخزائن عند الابتداء منه، فإن كونه منتهى من لوازم كونه مبتدأ.
تفسير سورة العنكبوت من [آية 3
(١٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 ... » »»