تفسير ابن عربي - ابن العربي - ج ١ - الصفحة ٣٦٥
* (والذين صبروا) * في سلوك سبيله عن المألوفات طلبا لرضاه واشتغلوا بالتزكية بالعبادات المالية والبدنية ويدفعون بالفضيلة رذيلة النفس * (أولئك لهم عقبى الدار) * بالرجوع إلى الفطرة أو صبروا عن صفات نفوسهم * (ابتغاء وجه ربهم) *، أي: لمحبة الذات لا لمحبة الصفات، وأقاموا صلاة المشاهدة * (وأنفقوا مما رزقناهم) * من المقامات والأحوال والكشوف والأعمال * (سرا) * بالتجريد عن هيئاتها وهيئات الركون إليها والمحبة إياها، * (وعلانية) * بتركها وعدم الالتفات إليها، * (ويدرؤون بالحسنة) * الحاصلة من تجلي الصفة الإلهية * (السيئة) * التي هي صفة النفس * (أولئك لهم عقبى الدار) * أي: البقاء بعد الفناء.
[تفسير سورة الرعد من آية 23 إلى آية 32] * (جنات عدن) * أي: ثلاثتها، يدخلون جنة الذات مع من صلح من آباء الأرواح، وجنة الصفات بالقلوب، وجنة الأفعال بمن صلح من أزواج النفوس وذريات القوى * (والملائكة) * من أهل الجبروت والملكوت * (يدخلون عليهم من كل باب) * من أبواب الصفات مسلمين محيين إياهم بتحايا الإشراقات النورية والإمدادات القدسية كل ذلك بسبب صبرهم على اللذات الحسية * (قل إن الله يضل من يشاء) * أي: ليس الهداية والضلال بالآيات فإن في كل شيء آية، وكفى بالآيات المنزلة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما هما بالمشيئة الإلهية، * (يضل من يشاء) * لعدم الاستعداد أو لحجبهم بالغواشي الظلمانية * (ويهدي إليه من أناب) * بتصفية الاستعداد من المحبين. وكما أن
(٣٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 360 361 362 363 364 365 366 367 368 369 370 ... » »»