تفسير ابن عربي - ابن العربي - ج ١ - الصفحة ٢٩٦
* (وما كان الله) * ليضلهم عن طريق التسليم والانقياد لأمره والرضا بحكمه * (بعد إذ هداهم) * إلى التوحيد العلمي ورؤية وقوع كل شيء بقضائه وقدره * (حتى يبين لهم) * كل ما يجب عليهم اتقاؤه في كل مقام من مقامات سلوكهم ومرتبة من مراتب وصولهم، فإن أقدموا في بعض مقاماتهم على ما تبين لهم وجوب اتقائه فهو يضلهم لكونهم مقدمين على ما هو ذنب حالهم وهو فسق في دينهم والعياذ بالله من الضلال بعد الهدى.
* (إن الله بكل شيء عليم) * يعلم دقائق ذنوب أحوالهم وإن لم يتفطن لها أحد فيؤاخذ بها أهل الهداية من أوليائه كما ورد في الحديث الرباني: ' وأنذر الصديقين بأني غيور '.
[تفسير سورة التوبة من آية 119 إلى آية 127] * (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله) * في جميع الرذائل بالاجتناب عنها خاصة رذيلة الكذب، وذلك معنى قوله: * (وكونوا مع الصادقين) * فإن الكذب أسوأ الرذائل وأقبحها لكونه ينافي المروءة لقوله صلى الله عليه وسلم: ' لا مروءة لكذوب ' إذ المراد من الكلام الذي يتميز به
(٢٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 291 292 293 294 295 296 297 298 299 300 301 ... » »»