تفسير ابن عربي - ابن العربي - ج ١ - الصفحة ٢٧٢
الله، فلا يبقى شيطان ولا فاعل غير الله في نظرهم. وإخوان الشياطين من المحجوبين * (يمدونهم) * في نسبة الفعل إلى غيره فلا يقصرون من العناد والمراء والجهل * (لولا اجتبيتها) * أي: هلا اجتمعتها من تلقاء نفسك * (قل إنما أتبع ما يوحى إلي من ربي) * أي: لا أفتعل بنفسي، بل أبلغ عن الله ولا أقول إلا ما يوحى إلي منه به لأني قائم به لا بنفسي * (فاستمعوا له) * أي: إلى الله ولا تستمعوا إلا منه * (وأنصتوا) * عن حديث النفس وغيره، فإن المتكلم به هو الله * (لعلكم ترحمون) * برحمة تجلي المتكلم في كلامه بصفاته وأفعاله * (واذكر ربك) * حاضرا * (في نفسك) * كقوله تعالى: * (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) * [الأحزاب، الآية: 21]. * (تضرعا) * في مقام التفصيل للجمع * (وخيفة) * في السر من النفس أو خيفة أن يكون للنفس فيه نصيب * (ودون الجهر) * أي: دون أن يظهر لك التضرع والذكر منك، بل تكون ذاكرا به له في غدو ظهور نور الروح وإشراقه وغلبته، وآصال غلبات صفات النفس وقواها * (ولا تكن) * في حال من الأحوال، وخصوصا حال غلبات النفس وصفاتها * (من الغافلين) * عن شهود الوحدة الذاتية.
* (إن الذين عند ربك) * بالتوحيد والفناء فيه باقين به ذوي الاستقامة * (لا يستكبرون عن عبادته) * بسبب احتجابهم بالأنائية بل يشاهدون التفصيل في عين الجمع فيذعنون له * (ويسبحونه) * ينزهونه عن الشرك بنفي الأنائية * (وله يسجدون) * بالفناء التام، وطمس البقية، وآثار الأينة، والله الباقي بعد فناء الخلق.
(٢٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 ... » »»