تفسير ابن عربي - ابن العربي - ج ١ - الصفحة ٢٧٤
* (كما أخرجك) * أي: هذه الحال يعني حالهم في الاعتراض عليك في باب التنقيل كحالهم في الاعتراض عليك عند إخراج ربك إياك لأنهم لما احتجبوا عن فعل الله بأفعالهم رأوا الفعلين منك فكرهوا خروجك كما كرهوا تنفيلك وما فطنوا لإخراج ربك إياك * (من بيتك بالحق) * أي: ملتبسا بالحق، خارجا به لا بنفسك، فيكون بالحق حالا من مفعول: أخرجك، أو خروجا ملتبسا بالذي هو الصواب والحكمة * (يجادلونك في الحق) * لاحتجابهم بأفعالهم وصفاتهم * (بعدما تبين) * عليك حاله بالتجلي أو تبين عليهم آثاره بالمعجزات من قبل، أو بإعلامك إياهم بأن النصرة لهم.
[تفسير سورة الأنفال من آية 7 إلى آية 10] * (ويريد الله أن يحق الحق بكلماته) * أي: يثبته بملائكته السماوية التي أمدهم بها.
* (إذ تستغيثون ربكم) * بالبراءة عن حولكم وقوتكم إليه والانسلاخ عن حجب أفعالكم بتيقن أن التأثير والقوة منه لا منكم ولا من عدوكم * (فاستجاب) * دعوتكم عند ذلك التجرد عن ملابس الأفعال وصفات النفس ب * (أني ممدكم) * من عالم الملكوت لجنسية قلوبكم إياها حينئذ * (بألف من الملائكة) * بعالم من ملكوت القهر، أي: من القوى السماوية وروحانياتها التي تناسب قلوبكم في تلك الحالة كما مرت الإشارة إليه في (آل عمران) واختلاف العدد في الموضعين إما لأن المراد الكثرة لا العدد المخصوص وإما لأن قوله: * (مردفين) * هنا يدل على اتباعهم بطائفة أخرى منهم وإمدادهم إما بأن يتجسدوا ويتمثلوا لهم بصورة المقاتلة كما تتمثل الصور في المنام مثلا، فيتهيبوا منهم، وإما بأن يصل أثرهم وقهرهم إليه فيهلكوا وينهزموا.
* (وما) * جعل * (الله) * الإمداد * (الآ) * بشارة لكم بالنصر وطمأنينة لقلوبكم بالاتصال بها عند التجرد عن ملابس النفس وأحوالها، لا أن النصر منها فإن النصر ليس * (إلا من عند الله) * لكن حكمته تقتضي تعليق الأشياء بأسبابها * (إن الله) * قوي على النصر غالب * (حكيم) * يفعله على مقتضى الحكمة.
[تفسير سورة الأنفال من آية 11 إلى آية 23]
(٢٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 ... » »»