تفسير ابن عربي - ابن العربي - ج ١ - الصفحة ٢٧٧
تعالى: * (ولا تزر وازرة وزر أخرى) * [الأنعام، الآية: 164]، ويجوز أن يكون المعنى: لا تصيبنهم خاصة، بل تشملهم وغيرهم بشؤم صحبتهم وتعدي رذيلتهم إلى من يخالطهم كقوله تعالى: * (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس) * [الروم، الآية: 41]، * (واعلموا أن الله شديد العقاب) * بتسليط الهيئات الظلمانية التي اكتسبتها القلوب عليها وحجبها عنه وتعذيبها بها.
[تفسير سورة الأنفال من آية 26 إلى آية 33] * (واذكروا إذ أنتم قليل) * القدر، لجهلكم وانقطاعكم عن نور العلم * (مستضعفون في) * أرض النفس * (تخافون أن يتخطفكم الناس) * أي: ناس القوى الحسية لضعف نفوسكم * (فآواكم) * إلى مدينة العلم * (وأيدكم بنصره) * في مقام توحيد الأفعال * (ورزقكم من) * طيبات علوم تجليات الصفات * (لعلكم تشكرون) * نعمة العلوم والتجليات بالسلوك فيه. * (لا تخونوا الله) * بنقض ميثاق التوحيد الفطري السابق * (و) * تخونوا * (الرسول) * بنقض العزيمة ونبذ العقد اللاحق * (وتخونوا أماناتكم) * من المعارف والحقائق التي استودع الله فيكم بحسب الاستعداد الأول في الأزل بإخفائها بصفات النفس * (وأنتم تعلمون) * أنكم حاملوها، أو تعلمون أن الخيانة من أسوأ الرذائل وأقبحها * (واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة) * أي: حجاب لكم لاشتغالكم بها عن الله، أو شرك لمحبتكم إياها كحب الله * (وأن الله عنده أجر عظيم) * فاطلبوه بالتجرد عنها ومراعاة حق الله فيها.
* (إن تتقوا الله) * بالاجتناب عن نقض العهد وفسخ العزيمة وإخفاء الأمانة ومحبة الأموال والأولاد حتى تفنوا فيه * (يجعل لكم فرقانا) * نورا يفرق به بين الحق والباطل من طور العقل الفرقاني * (ويكفر عنكم سيئاتكم) * أي: سيئات نفوسكم * (ويغفر لكم
(٢٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 ... » »»