تفسير ابن عربي - ابن العربي - ج ١ - الصفحة ٢٥٩
* (وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار) * أي: لا ينظرون إليهم طوعا ورأفة ورحمة ورضا، بل كراهة واعتبارا كأن صارفا صرف أبصارهم إليهم * (ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين) * أي: لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، كما قال أمير المؤمنين علي عليه السلام: ' أعوذ بالله من الضلالة بعد الهدى '. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ' اللهم ثبت قلبي على دينك '، فقيل له: أما غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال صلى الله عليه وسلم: ' أو ما يؤمنني أن مثل القلب كمثل ريشة في فلاة، تقلبها الرياح كيف شاءت.
* (ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم) * أي: البدن الإنساني المفصل إلى أعضاء وجوارح وآلات وحواس تصلح للاستكمال على ما يقتضيه العلم الإلهي وتأويله ما يؤول إليه أمره في العاقبة من الانقلاب إلى ما لا يصلح لذلك عند البعث من هيئات وصور وأشكال تناسب صفاتهم وعقائدهم على مقتضى قوله تعالى: * (سيجزيهم وصفهم) * [الأنعام، الآية: 139]، كما قال تعالى: * (ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما) * [الأنعام، الآية: 97].
[تفسير سورة الأعراف من آية 54 إلى آية 72
(٢٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 254 255 256 257 258 259 260 261 262 263 264 ... » »»