تفسير ابن عربي - ابن العربي - ج ١ - الصفحة ١٧٧
فإن ذلك الكمال وإن لم يحصل له بحسب الملك والقدم لكنه اشتاق إليه بحسب القصد والنظر، فعسى أن يؤيده التوفيق بعد ارتفاع الحجب بالوصول إليه * (وكان الله غفورا) * يغفر له ما يمنعه عن قصده من الموانع * (رحيما) * يرحمه، بأن يهب له الكمال الذي توجه إليه ووقع نظره عليه.
[تفسير سورة النساء من آية 101 إلى آية 104] وإذا سافرتم في أرض الاستعداد بالطريق العلمي لطلب اليقين * (فليس عليكم جناح أن تقصروا) * أي: تنقصوا من الأعمال البدنية وأداء حقوق العبودية من الشكر والحضور، لقوله عليه صلى الله عليه وسلم: ' من أوتي حظه من اليقين فلا يبالي بما انتقص من صلاته وصومه '.
* (إن خفتم أن يفتنكم) * أي: يغويكم ويضلكم * (الذين كفروا) * أي: حجبوا من قوى الوهم والتخيل وشياطين الإنس الضالين المضلين لما علم من قوله صلى الله عليه وسلم: ' لفقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد '.
[تفسير سورة النساء من آية 105 إلى آية 108] * (أنا أنزلنا عليك الكتاب) * أي: علم تفاصيل الصفات وأحكام تجلياتها بالحق ملتبسا بالعدل والصدق أو قائما بالحق لا بنفسك لتكون حاكما بين الخلق * (بما أراك الله) * من عدله * (ولا تكن للخائنين) * الذين لا يؤدون أمانة الله التي أودعها عندهم في الأزل بما ركز في استعدادهم من إمكان كمال معرفته وخانوا أنفسهم وغيرهم بنهب
(١٧٧)
مفاتيح البحث: سورة النساء (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 ... » »»