تفسير الرازي - الرازي - ج ١ - الصفحة ١٤٢
الأولين * (رضي الله عنهم ورضوا عنه) * (المائدة: 119) وقال حكاية عن موسى * (وعجلت إليك رب لترضى) * (طه: 84).
اللفظ الثالث: المحبة، قال: (يحبهم ويحبونه) وقال: (ويحب المتطهرين).
اللفظ الرابع: الكراهة، قال تعالى: * (كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها) * (الإسراء: 38) وقال: * (ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم) * (التوبة: 46) قالت الأشعرية: الكراهة عبارة عن أن يريد أن لا يفعل وقالت المعتزلة: بل هي صفة أخرى سوى الإرادة، والله أعلم. الفصل الخامس السمع والبصر ومشتقاتها:
في السمع والبصر: قال تعالى: * (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) * (الشورى: 11) وقال تعالى: * (لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير) * (الإسراء: 1) وقال تعالى: * (إنني معكما أسمع وأرى) * (طه: 46) وقال: * (لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر) * (مريم: 42) وقال تعالى: * (لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار) * (الأنعام: 103).
فهذا جملة الكلام في الصفات الحقيقية مع الإضافية. الفصل السادس في الصفات الإضافية مع السلبية اعلم أن " الأول " هو الذي يكون سابقا على غيره، ولا يسبقه غيره، فكونه سابقا على غيره إضافة، وقولنا أنه لا يسبقه غيره فهو سلب، فلفظ " الأول " يفيد حالة متركبة من إضافة وسلب، " والآخر " هو الذي يبقى بعد غيره، ولا يبقى بعده غيره، والحال فيه كما قدم، أما لفظ " الظاهر " فهو إضافة محضة، لأن معناه كونه ظاهرا بحسب الدلائل، وأما لفظ " الباطن " فهو سلب محض، لأن معناه كونه خفيا بحسب الماهية.
ومن الأسماء الدالة على مجموع إضافة وسلب " القيوم " لأن هذا اللفظ يدل على المبالغة في هذا المعنى، وهذه المبالغة تحصل عند اجتماع أمرين: أحدهما: أن لا يكون محتاجا إلى شيء سواه البتة، وذلك لا يحصل إلا إذا كان واجب الوجود في ذاته وفي جملة صفاته، والثاني: أن يكون كل ما سواه محتاجا إليه في ذواتها وفي جملة صفاتها، وذلك بأن يكون مبدأ لكل ما سواه، فالأول سلب، والثاني إضافة ومجموعها هو القيوم.
(١٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 ... » »»