المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز - ابن عطية الأندلسي - ج ٥ - الصفحة ٤٥٦
بسم الله الرحمن الرحيم سورة الانشقاق وهي مكية بلا خلاف بين المتأولين قوله عز وجل سورة الانشقاق 1 - 15 هذه أوصاف يوم القيامة و (انشقاق السماء) هو تفطيرها لهول يوم القيامة كما قال * (وانشقت السماء فهي يومئذ واهية) * الحاقة 16 وقال الفراء والزجاج وغيره هو تشققها بالغمام وقال قوم تشققها تفتيحها أبوابا لنزول الملائكة وصعودهم في هول يوم القيامة وقرا أبو عمرو (انشقت) يقف على التاء كأنه يشمها شيئا من الجر وكذلك في أخواتها قال أبو حاتم سمعت إعرابا فصيحا في بلاد قيس بكسر هذه التاءات وهي لغة * (وأذنت) * معناه استمتعت وسمعت أي أمره ونهيه ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم (ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي يتغنى بالقرآن) ومنه قول الشاعر قعنب بن أم صاحب (صم إذا سمعوا خيرا ذكرت به * وإن ذكرت بشر عندهم أذنوا) البسيط وقوله تعالى * (وحقت) * قال ابن عباس وابن جبير معناه وحق لها ان تسمع وتطيع ويحتمل ان يريد وحق لها ان تنشق لشدة الهول وخوف الله تعالى و (مد الأرض) هو إزالة جبالها حتى لا يبقى فيها عوج ولا أمت فذلك مدها وفي الحديث إن الله تعالى يمد الأرض يوم القيامة مد الأديم العكاظي * (وألقت ما فيها) * يريد الموتى قاله الجمهور وقال الزجاج ومن الكنوز وهذا ضعيف لأن ذلك يكون وقت خروج الدجال وإنما تلقى يوم القيامة الموتى * (وتخلت) * معناه خلت عما كان فيها أي لم تتمسك منهم بشيء وقوله تعالى * (يا أيها الإنسان) * مخاطبة للجنس و (الكادح) العامل بشدة وسرعة واجتهاد
(٤٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 451 452 453 454 455 456 457 458 459 460 461 ... » »»