المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز - ابن عطية الأندلسي - ج ٥ - الصفحة ٤٦١
الشاهد أنت يا ابن آدم والمشهود الله تعالى وقال ابن جبير بالعكس وتلا * (وكفى بالله شهيدا) * النساء 79 - 166 الفتح 28 وقال أبو مالك الشاهد عيسى والمشهود أمته قال الله تعالى * (وكنت عليهم شهيدا) * المائدة 117 قال ابن المسييب * (شاهد) * يوم التروية * (ومشهود) * يوم عرفة وقال بعض الناس في كتاب النقاش الشاهد يوم الاثنين والمشهود يوم الجمعة وذكره الثعلبي وقال علي بن أبي طالب الشاهد يوم عرفة والمشهود يوم النحر وعنه أيضا * (شاهد) * يوم القيامة * (ومشهود) * يوم عرفة وقال أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم * (شاهد) * يوم الجمعة * (ومشهود) * يوم عرفة قاله على وأبو هريرة والحسن وقال إبراهيم النخعي الشاهد يوم الأضحى والمشهود يوم عرفة قال القاضي أبو محمد ووصف هذه الأيام ب * (شاهد) * لأنها تشهد لحاضريها بالأعمال والمشهود فيما مضى من الأقوال بمعنى الشاهد بفتح الهاء وقال الترمذي الشاهد الملائكة الحفظة والمشهود عليهم الناس وقال عبد العزيز بن يحييى عند الثعلبي الشاهد محمد والمشهود عليهم أمته نحو قوله تعالى * (وجئنا بك على هؤلاء شهيدا) * النساء 41 أي شاهدا قال الشاهد الأنبياء والمشهود عليهم أممهم وقال الحسن بن الفضل الشاهد أمة محمد والمشهود عليهم قوم نوح وسائر الأمم حسب الحديث المقصود في ذلك وقال ابن جبير أيضا الشاهد الجوارح التي تنطق يوم القيامة فتشهد على أصحابها والمشهود عليهم أصحابها وقال بعض العلماء الشاهد الملائكة المتعاقبون في الأمة والمشهود قرآن الفجر وتفسيره قول الله تعالى * (إن قرآن الفجر كان مشهودا) * الاسراء 78 وقال بعض العلماء الشاهد النجم والمشهود عليه الليل والنهار أي يشهد النجم بإقبال هذا وتمام هذا ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم حتى يطلع الشاهد والشاهد النجم وقال بعض العلماء الشاهد الله تعالى والملائكة وأولو العلم والمشهود به الوحدانية وان الدين عند الله الاسلام وقيل الشاهد مخلوقات الله تعالى والمشهود به وحدانيته وأنشد الثعلبي في هذا المعنى قول الشاعر أبو العتاهية (وفي كل شيء له آية * تدل على أنه الواحد) المتقارب وقيل المعنى فعل الله بهم ذلك لأنهم أهل له فهو على جهة الدعاء بحسب البشر لا ان الله يدعو على أحد وقيل عن ابن عباس معناه لعن وهذا تفسير بالمعنى وقيل هو إخبار بأن النار قتلتهم قاله الربيع بن أنس وسيأتي بيانه واختلف الناس في * (أصحاب الأخدود) * فقيل هو قوم كانوا على دين كان لهم ملك فزنى بأخته ثم حمله بعض نسائه على أن يسن في الناس نكاح البنات والأخوات فحمل الناس على ذلك فأطاعه كثير وعصته فرقة فخد لهم أخاديد وهي حفائر طويلة كالخنادق وأضرم لهم نارا وطرحهم فيها ثم استمرت المجوسية في مطيعيه وقال علي بن أبي طالب * (الأخدود) * ملك حمير كان بمزارع من اليمن اقتتل هو والكفار مع المؤمنين ثم غلب في آخر الامر فحرقهم على دينهم إذ أبوا دينه وفيهم كانت المراة ذات الطفل التي تلكات فقال لها الطفل امضي في النار فإنك على الحق وحكى النقاش عن علي رضي الله عنه ان نبي * (أصحاب الأخدود) * كان حبشيا وان الحبشة بقية
(٤٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 456 457 458 459 460 461 462 463 464 465 466 ... » »»