الوالد نجلا وقال الزجاج * (الإنجيل) * مأخوذ من النجل وهو الأصل فهذا ينحو إلى ما حكى أبو القاسم أنه قال أبو الفتح ف * (التوراة) * من وري الزناد إذا ظهرت ناره و * (الإنجيل) * من نجل إذا ظهر ولده أو من ظهور الماء من الأرض فهو مستخرج إما من اللوح المحفوظ وإما من التوراة و * (الفرقان) * من الفرق بين الحق والباطل فحروفها مختلفة والمعنى قريب بعضه من بعض إذ كلها معناه ظهور الحق وبيان الشرع وفصله من غيره من الأباطيل وقرأ الحسن بن أبي الحسن الإنجيل بفتح الهمزة وذلك لا يتجه في كلام العرب ولكن يحميه مكان الحسن من الفصاحة وإنه لا يقرأ إلا بما روى وأراه نحا به نحو الأسماء الأعجمية وقوله تعالى * (من قبل) * يعني من قبل القرآن وقوله * (هدى للناس) * معناه دعاء والناس بنو إسرائيل في هذا الموضع لأنهم المدعوون بهما لا غير وإن أراد أنهما * (هدى) * في ذاتهما مدعو إليه فرعون وغيره منصوب لمن اهتدى به فالناس عام في كل من شاء حينئذ أن يستبصر قال القاضي رحمه الله وقال هنا * (للناس) * وقال في القرآن * (هدى للمتقين) * وذلك عندي لأن هذا خبر مجرد وقوله * (هدى للمتقين) * البقرة 2 خبر مقترن به الاستدعاء والصرف إلى الإيمان فحسنت الصفة ليقع من السامع النشاط والبدار وذكر الهدى الذي هو إيجاد الهداية في القلب وهنا إنما ذكر الهدى الذي هو الدعاء والهدى الذي هو في نفسه معد يهتدي به الناس فسمي * (هدى) * لذلك وقال ابن فورك التقدير هنا هدى للناس المتقين ويرد هذا العام إلى ذلك الخاص وفي هذا نظر و * (الفرقان) * القرآن سمي بذلك لأنه فرق بين الحق والباطل أنه قال محمد بن جعفر فرق بين الحق والباطل في أمر عيسى عليه السلام الذي جادل فيه الوفد وقال قتادة والربيع وغيرهما فرق بين الحق والباطل في أحكام الشرائع وفي الحلال والحرام ونحوه و * (الفرقان) * يعم هذا كله وقال بعض المفسرين * (الفرقان) * هنا كل أمر فرق بين الحق والباطل فيما قدم وحدث فيدخل في هذا التأويل طوفان نوح وفرق البحر لغرق فرعون ويوم بدر وسائر أفعال الله تعالى المفرقة بين الحق والباطل فكأنه تعالى ذكر الكتاب العزيز ثم التوراة والإنجيل ثم كل أفعاله ومخلوقاته التي فرقت بين الحق والباطل كما فعلت هذه الكتب ثم توعد تعالى الكفار عموما بالعذاب الشديد وذلك يعم عذاب الدنيا بالسيف والغلبة وعذاب الآخرة بالنار والإشارة بهذا الوعيد إلى نصارى نجران وقال النقاش إلى اليهود كعب بن الأشرف وكعب بن أسد وبني أخطب وغيرهم و * (عزيز) * معناه غالب وقد ذل له كل شيء والنقمة والانتقام معاقبة المذنب بمبالغة في ذلك سورة آل عمران 5 - 6 هذه الآية خبر عن علم الله تعالى بالأشياء على التفصيل وهذه صفة لم تكن لعيسى ولا لأحد من
(٣٩٩)