مكسورة وكاف مخاطبة وفي مصحف سالم مولى أبي حذيفة أو ننسكها مثل قراءة أبي إلا أنه زاد ضمير الآية وقرأ الأعمش ما ننسك من آية أو ننسخها نجىء بمثلها وهكذا ثبتت في مصحف عبد الله بن مسعود قال القاضي أبو محمد رحمه الله وهذه القراءات لا تخلو كل واحدة منها أن تكون من النسء أو الإنساء بمعنى التأخير أو تكون من النسيان والنسيان في كلام العرب يجيء في الأغلب ضد الذكر وقد يجيء بمعنى الترك فالمعاني الثلاثة مقولة في هذه القراءات فما كان منها يترتب في لفظة النسيان الذي هو ضد الذكر فمعنى الآية ما ننسخ من آية أو نقدر نسيانك لها فتنساها حتى ترتفع جملة وتذهب فإنا نأتي بما هو خير منها لكم أو مثله في المنفعة وما كان من هذه القراءات يحمل على معنى الترك فإن الآية معه تترتب فيها أربعة معان أحدها ما ننسخ على وجوه النسخ أو نترك غير منزل عليك فإنا لا بد أن ننزل رفقا بكم خيرا من ذلك أو مثله حتى لا ينقص الدين عن حد كماله والمعنى الثاني أو نترك تلاوته وإن رفعنا حكمه فيجىء النسخ على هذا رفع التلاوة والحكم والمعنى الثالث أو نترك حكمه وإن رفعنا تلاوته فالنسخ أيضا على هذا رفع التلاوة والحكم والمعنى الرابع أو نتركها غير منسوخة الحكم ولا التلاوة فالنسخ على هذا المعنى هو على جميع وجوهه ويجيء الضميران في * (منها أو مثلها) * عائدين على المنسوخة فقط وكان الكلام إن نسخنا أو أبقينا فإنا نأتي بخير من المنسوخة أو مثلها وما كان من هذه القراءات يحمل على معنى التأخير فإن الآية معه تترتب فيها المعاني الأربعة التي في الترك أولها ما ننسخ أو نؤخر إنزاله والثاني ما ننسخ النسخ الأكمل أو نؤخر حكمه وإن أبقينا تلاوته والثالث ما ننسخ النسخ الأكمل أو نؤخر تلاوته وإن أبقينا حكمه والرابع ما ننسخ أو نؤخره مثبتا لا ننسخه ويعود الضميران كما ذكرنا في الترك وبعض هذه المعاني أقوى من بعض لكن ذكرنا جميعها لأنها تحتمل وقد أنه قال جميعها العلماء إما نصا وإما إشارة فكملناها وقال الزجاج إن القراءة أو ننسها بضم النون وسكون الثانية وكسر السين لا يتوجه فيها معنى الترك لأنه لا يقال أنسأ بمعنى ترك وقال أبو علي وغيره ذلك متجه لأنه بمعنى نجعلك تتركها وكذلك ضعف الزجاج أن تحمل الآية على النسيان الذي هو ضد الذكر وقال إن هذا لم يكن للنبي صلى الله عليه وسلم ولا نسي قرآنا وقال أبو علي وغيره ذلك جائز وقد وقع ولا فرق بين أن ترفع الآية بنسخ أو بتنسئة واحتج الزجاج بقوله تعالى * (ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك) * الإسراء 86 أي لم نفعل أنه قال أبو علي معناه لم نذهب بالجميع
(١٩٣)