أحكام القرآن - ابن العربي - ج ٤ - الصفحة ٣٥٣
الثاني يوفون بما اعتقدوه وبما عقدوه على أنفسهم ولا ثناء أبلغ من هذا كما أنه لا فعل أفضل منه فإن الله قد ألزم عبده وظائف وربما جهل العبد عجزه عن القيام بما فرض الله عليه فينذر على نفسه نذرا فيتعين عليه الوفاء به أيضا فإذا قام بحق الأمرين وخرج عن واجب النذرين كان له من الجزاء ما وصف الله في آخر السورة وعلى عموم الأمرين كل ذلك حمله مالك روى عنه أشهب أنه قال (* (يوفون بالنذر) *) هو نذر العتق والصيام والصلاة وروى عنه أبو بكر بن عبد العزيز قال قال مالك يوفون بالنذر قال النذر هو اليمين المسألة الثانية النذر مكروه بالجملة ثبت في الصحيح عن مالك عن أبي الزناد عن عبد الرحمن بن هرمز عن أبي هريرة أن النبي قال قال الله تعالى لا يأتي النذر على ابن آدم بشيء لم أكن قدرته له إنما يستخرج به من البخيل وذلك لفقه صحيح وهو أن الباري سبحانه وعد بالرزق على العمل ومنه مفروض ومنه مندوب فإذا عين العبد ليستدر به الرزق أو يستجلب به الخير أو يستدفع به الشر لم يصل إليه به فإن وصل فهو لبخله والله أعلم الآية الرابعة قوله تعالى (* (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا) *) الآية 8 فيها ست مسائل المسألة الأولى قوله تعالى ()) تنبيه على المواساة ومن أفضل المواساة وضعها في هذه الأصناف الثلاثة وفي الصحيح عن عبد الله بن عمر سئل رسول الله أي الإسلام خير قال
(٣٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 348 349 350 351 352 353 354 356 357 358 359 ... » »»