أحكام القرآن - ابن العربي - ج ٤ - الصفحة ٣٤٢
الثالث لا تعط عطية تنتظر ثوابها الرابع ولا تمنن بالنبوة على الناس تأخذ أجرا منهم عليها الخامس لا تمنن بعملك تستكثره على ربك قاله الحسن السادس لا تضعف عن الخير أن تستكثر منه المسألة الثانية هذه الأقوال يتقارب بعضها وهي الثلاثة الأول فأما قوله لا تعط عطية فتطلب أكثر منها فهذا لا يليق بالنبي ولا يناسب مرتبته وقد قال (* (وما آتيتم من ربا ليربو في أموال الناس فلا يربو عند الله) *) الروم 39 على ما بينا معناه وقد روى أبو داود وغيره عن عائشة أن النبي كان يقبل الهدية ويثيب عليها وفي الصحيح في الحديث واللفظ للبخاري قال لو دعيت إلى كراع لأجبت ولو أهدي إلي ذراع لقبلت ولفظه مختلف فكان يقبلها سنة ولا يستكثرها شرعة وإذا كان لا يعطي عطية يستكثر بها فالأغنياء أولى بالاجتناب لأنها باب من أبواب المذلة وكذلك قول من قال إن معناه لا تعط عطية تنتظر ثوابها فإن الانتظار تعلق بالإطماع وذلك في حيزه بحكم الامتناع وقد قال الله تعالى (* (ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى) *) طه 131 وذلك جائز لسائر الخلق لأنه من متاع الحياة الدنيا وطلب الكسب فيها والتكاثر منها وأما من قال أراد به العمل أي لا تستكثر به على ربك فهو صحيح فإن ابن آدم لو أطاع الله عمره من غير فتور لما بلغ لنعم الله بعض الشكر وهذا كله بني على أصل وهي
(٣٤٢)
مفاتيح البحث: الشكر (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 337 338 339 340 341 342 343 344 345 346 347 ... » »»