ومعنى إبقاء النكاح بقاء أحكامه من تحريم الزوجية ووجوب النفقة والسكنى إذ جعل الموت في حقه عليه السلام بمنزلة المغيب في حق غيره لكونهن أزواجا له قطعا بخلاف سائر الناس لأن الميت لا يعلم كونه مع أهله في دار واحدة فربما كان أحدهم في الجنة والآخر في النار فبهذا الوجه انقطع السبب في حق الخلق وبقي في حق النبي المسألة الثامنة عشرة قوله (* (إن ذلكم كان عند الله عظيما) *)) يعني إذاية رسول الله أو نكاح أزواجه فجعل ذلك من جملة الكبائر ولا ذنب أعظم منه وقد بينا أحوال عظائم الذنوب في شرح الحديث والمشكلين في أبواب الكبائر الآية التاسعة عشرة قوله تعالى (* (إن تبدوا شيئا أو تخفوه فإن الله كان بكل شيء عليما) *) الآية 54 البارئ تعالى عالم ما بدا وما خفي وما ظهر وما كان وما لم يكن لا يخفى عليه ماض يمضي ولا مستقبل يأتي وهذا على العموم تمدح الله به وهو أصل الحمد والمدح والمراد به هاهنا في قول المفسرين ما أكنوه من نكاح أزواج النبي بعده فحرم ذلك عليهن حين أضمروه في قلوبهم وأكنوه في أنفسهم فصارت هذه الآية منقطعة عما قبلها مبينة لها الآية الموفية عشرين قوله تعالى (* (لا جناح عليهن في آبائهن ولا أبنائهن ولا إخوانهن ولا أبناء إخوانهن ولا أبناء أخواتهن ولا نسائهن ولا ما ملكت أيمانهن واتقين الله إن الله كان على كل شيء شهيدا) *) الآية 55 فيها أربع مسائل
(٦١٨)