أحكام القرآن - ابن العربي - ج ٣ - الصفحة ٦١٥
المسألة السابعة قوله (* (ولكن إذا دعيتم فأدخلوا) *)) المعنى ادخلوا على وجه الأدب وحفظ الحضرة الكريمة من المباسطة المكروهة وتقدير الكلام إذا دعيتم فأذن لكم فأدخلوا وإلا فنفس الدعوة لا تكون إذنا كافيا في الدخول المسألة الثامنة قوله (* (فإذا طعمتم) *)) هذا يدل على أن الضيف يأكل على ملك المضيف لا على ملك نفسه لأنه قال (* (فإذا طعمتم) *) فلم يجعل له أكثر من الأكل ولا أضاف له سواه وبقي الملك على أصله وقد بينا ذلك في مسائل الفروع المسألة التاسعة قوله (* (فانتشروا) *)) المراد تفرقوا من النشر وهو الشيء المفترق والمراد إلزام الخروج من المنزل عند انقضاء المقصود من الأكل والدليل على ذلك أن الدخول حرام وإنما جاز لأجل الأكل فإذا انقضى الأكل زال السبب المبيح وعاد التحريم إلى أصله المسألة العاشرة قوله (* (ولا مستأنسين لحديث) *)) المعنى لا تمكثوا مستأنسين بالحديث كما فعل أصحاب رسول الله في وليمة زينب ولكن الفائدة في عطفه على ما تقدم أن استدامة الدخول دخول فعطفه عليه وقد بينا ذلك في مسائل الفقه المسألة الحادية عشرة قوله (* (إن ذلكم كان يؤذي النبي) *)) والإذاية كل ما تكرهه النفس وهو محرم على الناس لا سيما إذاية يكرهها رسول الله بل ألزم الخلق أن يفعلوا ما يكرهون إرضاء لرسول الله والمعنى منعناكم منه لإذاية النبي فجعل المنع من الدخول بغير إذن والمقام بعد كمال المقصود محرما فعله لإذاية النبي والمحرمات في الشرع على قسمين منها معلل ومنها غير معلل فهذا من الأحكام المعللة بالعلة وهي إذاية النبي
(٦١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 609 610 611 612 614 615 616 617 618 619 620 ... » »»