الله معمور بحبه وجوارحه مستعملة بطاعته فقيل لأزواج النبي إن كنتن تردن الله ورسوله وتقصدن الدار الآخرة وثوابه فيها فقد أعد الله ثوابكن وثواب أمثالكن في أصل القصد لا في مقداره وكيفيته وهذا يدل على أن العبد يعمل محبة في الله ورسوله لذاتيهما وفي الدار الآخرة لما فيها من منفعة الثواب قال قوم لا يتصور أن يحب الله لذاته ولا رسوله لذاته وإنما المحبوب الثواب منهما العائد عليه وقد بينا ذلك في كتب الأصول وحققنا أن العبد يحب نفسه وأن الله ورسوله لغنيان عن العالمين في ذلك الغرض المسطور فيها المسألة السابعة عشرة قوله تعالى (* (للمحسنات منكن) *)) الإحسان في الفعل يكون بوجهين أحدهما الإتيان به على أكمل الوجوه والثاني التمادي عليه من غير رجوع فكأنه قال قل لهن من جاء بهذا الفعل المطلوب منكن كما أمر به وتمادى عليه إلى حالة الاخترام بالمنية فعندنا له أفضل الجلالة والإكرام وذلك بين في قوله (* (ومن يقنت منكن لله ورسوله) *) الأحزاب 31 إلى آخر المعنى فهذا هو المطلوب وهو الإحسان المسألة الثامنة عشرة قوله تعالى (* (أجرا عظيما) *)) المعنى أعطاهن الله بذلك ثوابا متكاثر الكيفية والكمية في الدنيا والآخرة وذلك بين في قوله (* (نؤتها أجرها مرتين) *) وزيادة رزق كريم معد لهن أما ثوابهن في الآخرة فكونهن مع النبي في درجته في الجنة ولا غاية بعدها ولا مزية فوقها وفي ذلك من زيادة النعيم والثواب على غيرهن فإن الثواب والنعيم على قدر المنزلة
(٥٦٥)