وأما سماع القينات فقد بينا أنه يجوز للرجل أن يسمع غناء جاريته إذ ليس شيء منها عليه حراما لا من ظاهرها ولا من باطنها فكيف يمنع من التلذذ بصوتها ولم يجز الدف في العرس لعينه وإنما جاز لأنه يشهره فكل ما أشهره جاز وقد بينا جواز الزمر في العرس بما تقدم من قول أبي بكر أمزمار الشيطان في بيت رسول الله فقال دعهما يا أبا بكر فإنه يوم عيد ولكن لا يجوز انكشاف النساء للرجال ولا هتك الأستار ولا سماع الرفث فإذا خرج ذلك إلى ما لا يجوز منع من أوله واجتنب من أصله الآية الثانية قوله تعالى (* (ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله غني حميد) *) الآية 12 فيها أربع مسائل المسألة الأولى في ذكر لقمان وفيه سبعة أقوال الأول قال سعيد بن المسيب كان لقمان أسود من سودان مصر حكيما ذا مشافر ولم يكن نبيا الثاني قال قتادة خيره الله بين النبوة والحكمة فاختار الحكمة فأتاه جبريل وهو نائم فقذف عليه الحكمة فأصبح ينطق بها فسئل عن ذلك فقال إنه لو أرسل إلي النبوة عزمة لرجوت الفوز بها ولكنه خيرني فخفت أن أضعف عن النبوة الثالث أنه كان من النوبة قصيرا أفطس
(٥٢٧)