أحكام القرآن - ابن العربي - ج ٣ - الصفحة ٣٦٧
الآية العاشرة قوله تعالى (* (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون) *) الآية 19 فيها مسألتان المسألة الأولى قوله تعالى (* (يحبون أن تشيع الفاحشة) *)) يعني يريد ذلك ويتفعله له لأن المحبة فعل القلب ومن أحب شيئا أظهره فإن لم يظهر كانت نيته فاسدة يعاقب عليها في الآخرة كما بينا في شرح الحديث وليس له عقوبة في الحدود المسألة الثانية إذا أشاعها فقد بينا ماله من العذاب في الدنيا وقد روى مسروق عن عائشة قال جاء حسان بن ثابت يستأذن عليها فدخل فشبب وقال (حصان رزان ما تزن بريبة * وتصبح غرثى من لحوم الغوافل) قالت له لكنك لست كذلك قلت تدعين مثل هذا يدخل عليك وقد أنزل الله (* (والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم) *) النور 11 قالت وأي عذاب أشد من العمى وقد كان يرد عن رسول الله فبينت له أن العمى من العذاب الدنيوي الذي قورض به وذكر ذمامه في منافحته عن رسول الله وأنها رعت له ذلك وإن كان قال فيها الآية الحادية عشرة قوله تعالى (* (ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم) *) الآية 22
(٣٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 361 363 364 365 366 367 368 369 370 371 372 ... » »»