أحكام القرآن - ابن العربي - ج ٣ - الصفحة ٣٦٣
قالت عائشة وكان رسول الله يسأل زينب بنت جحش عن أمري قال يا زينب ماذا علمت وماذا رأيت فقالت يا رسول الله أحمي سمعي وبصري وما علمت إلا خيرا قالت وهي التي كانت تساميني من أزواج النبي فعصمها الله بالورع وطفقت أختها حمنة تحارب لها فهلكت فيمن هلك من أصحاب الإفك المسألة الثانية قوله (* (لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم) *)) قد بينا في كتب الأصول حقيقة الخير وأنه ما زاد نفعه على ضره وحقيقة الشر ما زاد ضره على نفعه وأن خيرا لا شر فيه هو الجنة وشرا لا خير فيه هو جهنم ولهذا صار البلاء النازل على الأولياء خيرا لأن ضرره من الألم قليل في الدنيا وخيره وهو الثواب كثير في الآخرة فنبه الله تعالى عائشة ومن ماثلها ممن ناله هم من هذا الحديث أنه ما أصابهم منه شر بل هو خير على ما وضع الله الشر والخير عليه في الدنيا من المقابلة بين الضر والنفع ورجحان النفع في جانب الخير ورجحان الضر في جانب الشر المسألة الثالثة قوله تعالى (* (لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم) *)) هذا حكم الله في كل ذنب أنه لا تحمل كل نفس إلا ما اكتسبت من الإثم ولا يكون لها إلا ما اكتسبت إلا أن الذي تولى كبره وكان يرميه ويشيعه ويستوشيه ويجمعه له عذاب عظيم في صحيح حديث الإفك إن الذي كان يتكلم فيه مسطح وحسان بن
(٣٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 357 358 359 360 361 363 364 365 366 367 368 ... » »»