وقد ذكرت عائشة رسول الله وحالها معه فقالت ما رأيت ذلك منه ولا رأى ذلك مني المسألة الثالثة قوله (* (ويحفظوا فروجهم) *)) يعني به العفة وهو اجتناب ما نهى الله عنه فيها وقد تقدم بيانه وقال أبو العالية المراد به هاهنا حفظها عن الأبصار حتى لا يراها أحد وقد تقدم وجوب سترها وشئ من أحكامها في البقرة والأعراف وإيضاحه في شرح الحديث والمسائل المسألة الرابعة قوله (* (ذلك أزكى لهم) *)) يريد أطهر على معاني الزكاة فإنه إذا غض بصره كان أطهر له من الذنوب وأنمى لأعماله في الطاعة ولذلك قال النبي لعلي يا علي إن لك كنزا في الجنة وإنك ذو قرنيها فلا تتبع النظرة النظرة فإن الأولى لك والثانية ليست لك وهو أيضا أفرغ لباله وأصلح لأحواله وقد أنشد أرباب الزهد (وأنت إذا أرسلت طرفك رائدا * لقلبك يوما أتعبتك المناظر) (رأيت الذي لا كله أنت قادر * عليه ولا عن بعضه أنت صابر) وقالوا من أرسل طرفه أدنى حتفه ومن غض البصر كفه عن التطلع إلى المباحات من زينة الدنيا وجمالها كما قال الله لنبيه (* (ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى) * طه 131 يريد ما عند الله تعالى
(٣٧٨)