وقيل معناه لجعلهم كفارا أجمعين وهذه آية لا يؤمن بها إلا أهل السنة الذين يعتقدون ما قام الدليل عليه من أن الله سبحانه يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد وأن مشيئته وإرادته تتعلق بالخير والشر والإيمان والكفر والطاعة والمعصية والأولى عندي أن يكون المعني ها هنا بالآية المسلمين تقديرها لو شاء ربك لجعل الخلق كلهم مسلمين ولكنه قسمهم إلى الإسلام والكفر بحكمته وسابق علمه ومشيئته المسألة الثالثة (* (ولا يزالون مختلفين) *)) قيل يهودي ونصراني ومجوسي وهذا يرجع إلى الأديان وقال الحسن يعني الاختلاف في الرزق غني وفقير وهذا بعيد في هذا الموضع وإنما جاءت الآية لبيان الأديان والاختلاف فيها وإخبار الله عن حكمه عليها ورحمة من يرحم منها فرجع وصف الاختلاف في هذا التقدير إلى أهل الباطل من سائر الأمم ولا إشكال في أن هذه الآية تدخل في هذا الحكم؛ فإن النبي قال ' لتركبن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب خرب لدخلتموه ' وقال ' افترقت اليهود والنصارى على اثنتين وسبعين فرقة وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ' قيل من هم يا رسول الله؟ قال ' ما أنا عليه وأصحابي ' المسألة الرابعة قوله (* (إلا من رحم ربك) *)) فيه أربعة أقوال الأول بالهداية إلى الحنيفية
(٣٢)