أحكام القرآن - ابن العربي - ج ٣ - الصفحة ٢١٧
المسألة الثانية الذي جرى من الأحكام هاهنا ذكر العصا وسنستوفي القول فيها في سورة طه إن شاء الله الآية الموفية عشرين قوله تعالى (* (قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا) *) الآية 11 فيها ثلاث مسائل المسألة الأولى في سبب نزولها وفي ذلك خمسة أقوال الأول روى البخاري وغيره عن ابن عباس أن الصلاة هنا القراءة في الصلاة قال كان النبي إذا صلى بأصحابة رفع صوته بالقرآن فإذا سمع ذلك المشركون سبوا القرآن ومن أنزله ومن جاء به فقال الله لنبيه (* (ولا تجهر بصلاتك) *) فيسمع المشركون (* (ولا تخافت بها) *) حتى لا يسمعك أصحابك الآية الثاني أنها نزلت في الدعاء قاله البخاري وغيره عن عائشة وابن وهب أيضا رواه عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه الثالث قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قيل لمحمد لا تحسن صلاتك في العلانية مراءاة ولا تسيئها في المخافتة الرابع روي عن عكرمة عن ابن عباس إنما نزلت هذه لأمر وذلك أن الله لما أنزل على رسوله في عدد خزنة النار عليها تسعة عشر قالوا في ذلك ما قالوا وجعلوا إذا سمعوا النبي يتفرقون عنه فكان الرجل إذا أراد أن يسمع استرق السمع
(٢١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 ... » »»