الثاني أنه الصلاة بعد النوم الثالث أنه بعد صلاة العشاء وهذا دعاوي من التابعين فيها ولعلهم إنما عولوا على أن النبي كان ينام ويصلي وينام ويصلي فعولوا على أن ذلك الفعل كان امتثالا لهذا الأمر فإن كان ذلك فالأمر فيه قريب المسألة الرابعة في وجه كون قيام الليل سببا للمقام المحمود وفيه قولان للعلماء أحدهما أن البارئ يجعل ما شاء من فعله سببا لفضله من غير معرفة بوجه الحكمة فيه أو بمعرفة وجه الحكمة الثاني أن قيام الليل فيه الخلوة مع البارئ والمناجاة دون الناس فيعطى الخلوة به ومناجاته في القيامة فيكون مقاما محمودا ويتفاضل فيه الخلق بحسب درجاتهم فأجلهم فيه درجة محمد فإنه يعطى من المحامد ما لم يعط أحد ويضعف ولا يشفع أحد والله أعلم الآية الثامنة عشرة قوله تعالى (* (ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا) *) الآية 85 قد أطلنا النفس في هذه الآية في كتاب المشكلين وشرح الصحيح بما يقف بكم فيها على المعرفة فأما الآن فخذوا نبذة تشرف بكم على الغرض ثبت عن النبي من طريق ابن مسعود وغيره قال بينا أنا مع النبي في حرث وهو متكئ على عسيب إذ مر اليهود فقال بعضهم لبعض سلوه عن الروح فقال ما رابكم إليه لا يستقبلنكم بشيء تكرهونه قالوا سلوه فسألوه عن
(٢١٤)