أحكام القرآن - ابن العربي - ج ١ - الصفحة ٣٩١
قال القاضي وهذا حديث صحيح وهو على النحو الأول أراد أن يختبر ما عندهم في قرابتهم وحال أنفسهم فيما يفعل بهم المسألة الثالثة المراد بقوله (* (وشاورهم في الأمر) *) جميع أصحابه ورأيت بعضهم قال المراد به أبو بكر وعمر ولعمر الله إنهم أهل لذلك وأحق به ولكن لا يقصر ذلك عليهم فقصره عليهم دعوى وقد ثبت في السير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه أشيروا علي في المنزل فقال الحباب بن المنذر لرسول الله صلى الله عليه وسلم أرأيت هذا المنزل أمنزل أنزلكه الله فليس لنا أن نتقدمه ولا نتأخره أم هو الرأي والحرب والمكيدة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بل هو الرأي والحرب والمكيدة قال فإن هذا ليس بمنزل انطلق بنا إلى أدنى ماء القوم إلى آخره الآية الثالثة والعشرون قوله تعالى (* (وما كان لنبي أن يغل ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة) *) [الآية 161] فيها ثماني مسائل المسألة الأولى في سبب نزولها وفيها ثلاثة أقوال الأول روي أن قوما من المنافقين اتهموا النبي صلى الله عليه وسلم بشيء من المغانم وروي أن قطيفة حمراء فقدت فقال قوم لعل رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذها وأكثروا في ذلك فأنزل الله سبحانه الآية
(٣٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 386 387 388 389 390 391 392 393 394 395 396 ... » »»