أحكام القرآن - ابن العربي - ج ١ - الصفحة ٣٨٢
والحكمة في ذلك أن الاختلاف والتفرق المنهي عنه إنما هو المؤدي إلى الفتنة والتعصب وتشتيت الجماعة فأما الاختلاف في الفروع فهو من محاسن الشريعة قال النبي صلى الله عليه وسلم إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر واحد وروي أن له إن أصاب عشرة أجور المسألة الرابعة قال بعض علمائنا قوله (* (ولا تفرقوا) *) دليل على أنه لا يصلي المفترض خلف المتنفل لأن نيتهم قد تفرقت ولو كان هذا متعلقا لما جازت صلاة المتنفل خلف المفترض أن النية أيضا قد تفرقت وفي الاجماع على جواز ذلك دليل على أن منزع الآية ما قدمناه لا ما تعلق به هذا العالم الآية السابعة عشرة قوله تعالى (* (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون) *) [الآية 14] فيها ست مسائل المسألة الأولى قوله تعالى (* (أمة) *)) كلمة ذكر لها علماء اللسان خمسة عشر معنى وقد رأيت من بلغها إلى أربعين منها أن الأمة بمعنى الجماعة ومنها أن الأمة الرجل الواحد الداعي إلى الحق
(٣٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 377 378 379 380 381 382 383 384 385 386 387 ... » »»