أحكام القرآن - ابن العربي - ج ١ - الصفحة ١٠٩
انتصف شعبان فلا يصم أحد حتى يدخل رمضان وقد شنع أهل الجهالة بأن يقولوا نشيع رمضان ولا تتلقى العبادة ولا تشيع إنما تحفظ في نفسها وتحرس من زيادة فيها أو نقصان منها ولذلك كره علماء الدين أن تصام الأيام الستة التي قال النبي صلى الله عليه وسلم فيها من صام رمضان وستا من شوال فكأنما صام الدهر كله متصلة برمضان مخافة أن يعتقد أهل الجهالة أنها من رمضان ورأوا أن صومها من ذي القعدة إلى شعبان أفضل لأن المقصود منها حاصل بتضعيف الحسنة بعشرة أمثالها متى فعلت بل صومها في الأشهر الحرم وفي شعبان أفضل ومن اعتقد أن صومها مخصوص بثاني يوم العيد فهو مبتدع سالك سنن أهل الكتاب في الزيادات داخل في وعيد الشرع حيث قال لتركبن سنن من كان قبلكم الحديث المسألة السادسة قوله تعالى (* (أياما معدودات) *)) وهذا يدل على أن المراد به رمضان لا يوم عاشوراء ومن قال إنه صوم ثلاثة أيام في كل شهر فقد أبعد لأنه حديث لا أصل له في الصحة
(١٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 ... » »»