تفسير النسفي - النسفي - ج ٤ - الصفحة ٢٦٩
من الخير وهو الإسلام والمراد الوليد بن المغيرة عند الجمهنور وكان يقول لبنيه العشرة من أسلم منكم منعته رفدي * (معتد) * مجاوز في الظلم حده * (أثيم) * كثير الآثام * (عتل) * غليظ جاف * (بعد ذلك) * بعد ما عد له من المثالب * (زنيم) * دعى وكان الوليد دعيا في قريش ليس من سنخهم ادعاه أبوه بعد ثمان عشر سنة من مولده وقيل بغت أمه ولم يعرف حتى نزلت هذه الآية والنطفة إذا خبثت خبث الناشئ منها روى أنه دخل على أمه وقال إن محمدا وصفني بعشر صفات وجدت تسعا في فأما الزنيم فلا علم لي به فإن أخبرتني بحقيقته وإلا ضربت عنقك فقالت إن أباك عنين وخفت أن يموت فيصل ماله إلى غير ولده فدعوت راعيا إلى نفسي فأنت من ذلك الراعي * (أن كان ذا مال) * متعلق بقوله ولا تطع أي ولا تطعه مع هذه المثالب لأن كان ذا مال أي ليساره وحظه من الدنيا ويجوز أن يتعلق بما بعده أي لان كان ذا مال * (وبنين) * كذب بآياتنا يدل عليه * (إذا تتلى عليه آياتنا) * أي القرآن * (قال أساطير الأولين) * ولا يعمل فيه قال لأن ما بعد الشرط لا يعمل فيما قبله أأن حمزة وأبو بكر أي ألأن كان ذا مال كذب أان شامي ويزيد ويعقوب وسهل قالوا لما عاب الوليد النبي صلى الله عليه وسلم كاذبا باسم واحد وهو المجنون سماه الله تعالى بعشرة أسماء صادقا فإن كان من عدله أن يجزي المسئ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعشرة كان من فضله أن من صلى عليه وسلم بها عشرا * (سنسمه) * سنكويه * (على الخرطوم) * على أنفه مهانة له وعلما يعرف به وتخصيص الأنف بالذكر لأن الوسم عليه أبشع وقيل خطم بالسيف يوم بدر فبقيت سمة على خرطومة * (إنا بلوناهم) * امتحنا أهل مكة بالقحط والجوع حتى أكلوا الجيف والرمم بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال اللهم أشدد وطأتك على مضر واجعلها سنين كسنى يوسف * (كما بلونا أصحاب الجنة) * هم قوم من أهل الصلات كانت لأبيهم هذه الجنة بقربة يقال لها ضرو أن وكانت على فرسخين من صنعاء وكان يأخذ منها قوت سلته ويتصدق بالباقي على الفقراء فلما مات قال بنوه أن فعلنا ما كان يفعل أبونا ضاق علينا الامر ونحن أولو عيال فخلفوا ليصرمنها مصبحين في السدف خيفة من المساكين ولم يستثنوا في يمينهم فأحرق الله جنتهم وقال الحسن كانوا كفارا والجمهور على الأول * (إذ أقسموا) * حلفوا * (ليصرمنها) * ليقطعن ثمرها * (مصبحين) * داخلين في الصبح قبل انتشار الفقراء حال من فاعل ليصرمنها * (ولا يستثنون) * ولا يقولون إن شاء الله وسمى استثناء وإن كان شرطا صورة لأن يؤدي الاستثناء من حيث أن معنى قولك لأخرجن إن شاء الله ولا أخرج إلا أن يشاء الله واحد * (فطاف عليها طائف من ربك) * نزل عليها بلاء قيل أنزل الله تعالى عليها نارا فأحرقتها * (وهم نائمون) * أي في حال نومهم * (فأصبحت) * فصارت الجنة
(٢٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 264 265 266 267 268 269 270 271 272 273 274 ... » »»