ابن عباس أنه الحوت الذي عليه الأرض واسمه تهموت فمشكل لأنه لا بد له من الاعراب سواء كان اسم جنس أو أسم علم فالسكون دليل على أنه من حروف المعجم * (والقلم) * أي ما كتب به اللوح أو قلم الملائكة أو الذي يكتب به الناس أقسم به لما فيه من المنافع والفوائد التي لا يحيط بها الوصف * (وما يسطرون) * أي ما يسطره الحفظة أو ما يكتب به من الخير من كتب وما موصولة أو مصدرية وجواب القسم * (ما أنت بنعمة ربك) * أي بانعامه عليك بالنبوة وغيرها فأنت اسم وما وخبرها * (بمجنون) * وبنعمة ربك اعتراض بين الاسم والخبر والباء في بنعمة ربك تتعلق بمحذوف ومحله النصب على الحال والعامل فيها بمجنون وتقديره ما أنت بمجنون منعما عليك بذلك ولم تمنع الباء أن يعمل مجنون فيما قبله لأنها زائدة لتأكيد النفي وهو جواب قولهم وقالوا يا أيها الذي نزل عليه الذكر انك لمجنون * (وإن لك) * على احتمال ذلك والصبر عليه * (لأجرا) * لثوابا * (غير ممنون) * غير مقطوع أو غير ممنون عليك به * (وإنك لعلى خلق عظيم) * قيل هو ما أمره الله تعالى به في قوله خذ العفو وامر بالعرف وأعرض عن الجاهلين وقالت عائشة رضي الله عنها كان خلقه القرآن أي ما فيه من مكارم الأخلاق وإنما استعظم خلقه لأنه جاد بالكونين وتوكل على خلقهما * (فستبصر ويبصرون) * أي على قريب ترى ويرون هذا وعد له ووعيد له ووعيد لهم * (بأيكم المفتون) * المجنون لأنه فتن أي محن بالجنون والباء مزيدة أو المفتون مصدر كالمعقول أي بأيكم الجنون وقال الزجاج الباء بمعنى في تقول كنت ببلد كا أي في بلد كذا وتقديره في أيكم المفتون أي فيأي الفريقين منكم المجنون فريق الإسلام أو فريق الكفر * (إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله) * أي هو أعلم بالمجانين على الحقيقة وهم الذين ضلوا عن سبيله * (وهو أعلم بالمهتدين) * أي هو أعلم بالعقلاء وهم المهتدون * (فلا تطع المكذبين) * تهيج للتصميم على معاصاتهم وقد أرادوا أن يعبد الله مدة وآلهتهم مدة ويكفوا عنه غوائلهم * (ودوا لو تدهن) * لو تلين لهم * (فيدهنون) * فيلينون لك ولم ينصب باضمار أن وهو جواب التمني لأنه عدل به إلى طريق آخر وهو ان جعل خبرا مبتدأ محذوف أي فهم يدهنون أي فهم الآن يدهنون لطمعهم في أدهانك * (ولا تطع كل حلاف) * عشير الحلف في الحق والباطل وكفى به مزجرة لمن اعتاد الحلف * (مهين) * حقير في الرأي والتمييز من المهانة وهي القلة والحقارة أو كذاب لأنه حقير عند الناس هماز عياب طعان مغتاب مشاء بنميم نقال للحديث من قوم إلى قوم على موجه السعاية والافساد بينهم والنميم والنميمة السعاية * (مناع للخير) * بخيل والخير المال أو مناع أهله
(٢٦٨)