فأبدلهم بها جنة تسمى الحيوان فيها عنب يحمل البغل منه عنقدوا * (كذلك العذاب) * أي مثل ذلك العذاب الذي ذكرناه ممن عذاب الدنيا لمن سلك سبيلهم * (ولعذاب الآخرة أكبر) * أعظم منه * (لو كانوا يعلمون) * لما فعلوا ما يفضي إلى هذا العذاب ثم ذكر ما عنده للمؤمنين فقال * (إن للمتقين) * عن الشرك * (عند ربهم) * أي في الآخرة * (جنات النعيم) * جنات ليس فيها إلا التنعم الخالص بخلاف جنات الدنيا * (أفنجعل المسلمين كالمجرمين) * استفهام انكار على قولهم لو كان ما يقول محمد حقا فنحن نعطى في الآخرة خيرا مما يعطي هو ومن معه كم في الدنيا فقيل لهم نحيف في الحكم فنجعل المسلمين كالكافرين ثم قيل هم على طريقة الالتفات * (ما لكم كيف تحكمون) * هذا الحكم الأعوج وهو التسوية بين المطيبع والعاص كأن أمر الجزاء مفوض إليكم حتى تحكموا فيه بما شئتم * (أم لكم كتاب) * من السماء * (فيه تدرسون) * تقرءون في ذلك الكتاب * (إن لكم فيه لما تخيرون) * أي ان ما تختارونه وتشتهونه لكم والأصل تدرسون أن لكم ما تخيرون بفتح أن لأنه مدروس لوقوع الدرس عليه إنما كسرت لمجئ اللام ويجوز أن يكون حكاية للمدروس كما هو كقوله وتركنا عليه في الآخرين سلام على نوح وتخير الشيء واختاره أخذ خيره * (أم لكم أيمان علينا) * عهود مؤكدة بالأيمان * (بالغة) * نعت أيمان ويتعلق * (إلى يوم القيامة) * ببالغة أي أنها تبلغ ذلك لا يوم وتنتهي إليه وافرة لم تبطل منه يمين إلى أن يحصل المقسم عليه من التحيكم أو بالمقدر في الظرف أي هي ثابتة لكم علينا إلى يوم القيامة لا تخرج عن عهدتها إلا يومئذ إذا حكمناكم وأعطيناكم ما تحكمون * (إن لكم لما تحكمون) * به لأنفسكم وهو جواب القسم لأن معنى أم لكم أيمان علينا أم أفسمنا لكم بايمان مغلظة متناهية في التوكيد * (سلهم) * أي المشركين * (أيهم بذلك) * الحكم * (زعيم) * كفيل بأنه يكون ذلك * (أم لهم شركاء) * أي ناس يشاركونهم في هذا القول ويذهبون مذهبهم فيه * (فليأتوا بشركائهم إن كانوا صادقين) * في دعواهم يعني أن أحدا لا يسلم لهم هذا ولا يساعدهم عليه كما أنه لا كتاب لهم ينطق به ولا عهد لهم به عند الله ولا زعيم لهم يضمن لهم من الله بهذا * (يوم يكشف عن ساق) * ناسب الظرف فليأتوا أو اذكر مضمرا والجمهور على أن الكشف عن الساق عبارة عن شدة الامر وصعوبة الخطب فمعنى يوم ينكشف عن ساق يوم يشتد الامر ويصعب ولا كشف ثمة ولا ساق ولكن كنى به عن الشدة لأنهم إذا ابتلوا بشدة كشفوا عن الساق وهذا كما تقول للاقطع الشحيح يده مغلولة ولا يد ثمة ولا غل وإنما هو كناية عن البخل وأما من شبه فلضيق عطنه وقلة نظر في علم البيان ولو كان الامر كما زعم المشبهة لكان من حق الساق أن يعرف لأنها ساق معهودة عنده * (ويدعون) * أي الكفار ثمة
(٢٧١)