تفسير النسفي - النسفي - ج ٤ - الصفحة ٢٤٥
الدين * (وإن كانوا من قبل) * من قبل محمد صلى الله عليه وسلم * (لفي ضلال مبين) * كفر و جهالة وإن مخففة من الثقيلة واللام دليل عليها أي كانوا في ضلال لا ترى ضلالا أعظم منه * (وآخرين منهم) * مجرور معطوف على الأميين يعني أنه بعثه في الأميين الذين على عهده وفي آخرين من الأميين * (لما يلحقوا بهم) * أي لم يلحقوا بهم بعد وسيلحقون بهم وهم الذين بعد الصحاة رضي الله تعالى عنهم أو هم الذين يأتون من بعدهم إلى يوم الدين وقيل هم العجم أو منصوب معطوف على المنصوب في ويعلمهم أي يعلمهم ويعلم آخرين لان التعليم إذا تناسق إلى آخر الزمان كان كله مستند إلى أوله فكأنه هو الذي تولى كل ما وجد منه * (وهو العزيز الحكيم) * في تمكينه رجلا أميا من ذلك الأمر العظيم وتأييده عليه واخيتاره إياه من بين كافة البشر * (ذلك) * الفضل الذي أعطاه محمدا وهو أن يكون نبي أبناء عصره ونبي أبناء العصور والغوابر هو * (فضل الله يؤتيه من يشاء) * أعطاءه وتقتضيه حكمته * (والله ذو الفضل العظيم مثل الذين حملوا التوراة) * أي كلفوا علمها والعمل بها فيها * (ثم لم يحملوها) * ثم لم يعملوا بها فكأنهم لم يحلموها * (كمثل الحمار يحمل أسفارا) * جمع سفر وهو الكتاب الكبير ويحمل في محل النصب على الحال أو الجر على الوصف لان الحمار كاللئيم في قوله ولقد امر على اللئيم يسبني شبه الهيود في أنهم حملة التوراة وقراؤها وحفاظ ما فيها ثم لم يعلموا بها ولم ينتفعوا بآياتها وذلك أن فيها نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم والبشارة به فلم يؤمنوا به كالحمار حمل كتبا كبارا من كتب العلم فهو يمشي بها ولا يدري منها إلا ما يمر بجنبه وظهره من الكد والتعب وكل من علم ولم يعمل بعلمه فهذا مثله * (بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله) * أي بئس مثلا مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله أو بئس مثل القوم المكذبين مثلهم وهم اليهود الذين كذبوا بآيات الله الدالة على صحة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم * (والله لا يهدي القوم الظالمين) * أي وقت اختيارهم الظلم أو لا يهدي من سبق في علمه أنه يكون ظالما * (قل يا أيها الذين هادوا) * هاد يهود إذا تهود * (إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين) * كانوا يقولون نحن أبناء الله وأحباؤه أي إن كان قولكم حقا وكنتم على ثقة فتمنوا على الله أن يميتكم وينقلكم سريعا إلى دار كرامته التي أعدها لأوليائه ثم قال * (ولا يتمنونه أبدا بما قدمت أيديهم) * أي بسبب ما قدموا من الكفر ولا فرق بين
(٢٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 240 241 242 243 244 245 246 247 248 249 250 ... » »»