تفسير النسفي - النسفي - ج ٤ - الصفحة ١٩١
السوء أو بسبب ما عملوا من السوء * (ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى) * بالمثوبة الحسنى وهى الجنة أو بسبب الاعمال الحسنى والمعنى ان الله عز وجل انما خلق العالم وسوى هذه الملكوت ليجزى المحسن من المكلفين والسمى منهم إذا لملك أهل لنصر الأولياء وقهر الأعداء * (الذين) * بدل أوفى موضع رفع على المدح اى هم الذين * (يجتنبون كبائر الإثم) * اى الكبائر من الاثم لان الاثم جنس يشتمل على كبائرر وصغائر والكبائر لاذنوب التي يكبر عقابها كبير حمزة وعلى اى النوع الكبير منه * (والفواحش) * افحس من الكبائر أنه قال والفواحش منها خاصة قيل الكبائر ما أوعد الله عليه النار والفواحس ما شرع فيها الحد * (إلا اللمم) * اى الصغائر والاستثناء منقطع لأنه ليس من اكبائر والفواحش وهو كالنظرة والقيلة واللمسة والغمزة * (إن ربك واسع المغفرة) * فيغفر ما شاء من الذنوب من غي توبة * (هو أعلم بكم إذ أنشأكم) * اى أباكم * (من الأرض وإذ أنتم أجنة) * جمع جنين * (في بطون أمهاتكم فلا تزكوا أنفسكم) * فلا تنسبوها إلى زكاء العمل وزيادة الخير والطاعات أو إلى الزكاة والطهارة من المعاصي ولا تثنوا عليها واهضموها فقد علم الله الزكي منكم والتقى أولا وآخر اقبل ان يخرجكم من صلب آدم عليه السلام وقبل ان تخرجوا منبطون أمهاتكم وقيل كان نهاس يعملون اعمالا حسنة ثم يقولون صلاتنا وصيامنا وحجنا فنزلت وهذا إذا كان على سبيل الاعجاب أو الرياء لاعلى سبيل الاعتراف بالنعمة فإنه جائز لان المسرة بالطاعة طاعة وذكرها شكر * (هو أعلم بمن اتقى) * فاكتفوا بعلمه عن علم الناس وبجزائه عن ثناء الناس * (أفرأيت الذي تولى) * اعرض عن الايمان * (وأعطى قليلا وأكدى) * قطع عطيته وامسك واصله كداء الحافر وهو ان تلقاه كدية وهى صلابة كالصخرة فيمسك عن الحفر عن ابن عباس رضي الله عنهما فيمن كفر بعد الايمان وقيل في الوليد بن المغيرة وكان قد اتبع رسول اله صلى الله عليه وسلم فعيره بعض الكافرين وقال له تركت دين الأشياخ وزعمت أنهم في النار قال إني خشيت عذا الله فضمن له ان هو اعطه شيئا من ماله ورجع إلى شركة ان يتحمل عنه عذاب الله عاتبه بعض ما كان ضمن له ثم بخل به ومنعه * (أعنده علم الغيب فهو يرى) * فهو يعلم أن ما ضمنه من عذاب الله حق * (أم لم ينبأ) * بخبر * (بما في صحف موسى) * اى التوراة * (وإبراهيم) * اى وفى صحف إبراهيم * (الذي وفى) * اى وفر وأتم كقوله فأتمهن واطلاقه ليتناول كل وفاء وتوفية وقرئ مخففا والتشديد مبالغة في الوفاء وعن الحسن ما أمره الله بشئ الا وفى به وعن عطاء بن السائب عهد ان لا يسأل مخلوقا
(١٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 ... » »»