تفسير النسفي - النسفي - ج ٣ - الصفحة ٢٦٣
العنكبوت (58 - 53)) ليأتينهم العذاب في الأجل المسمى * (بغتة) * فجأة * (وهم لا يشعرون) * بوقت مجيئه * (يستعجلونك بالعذاب وإن جهنم لمحيطة بالكافرين) * أي ستحيط بهم * (يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم) * لقوله تعالى من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل ولا وقف على بالكافرين لأن يوم ظرف إحاطة النار بهم * (ويقول) * بالياء كوفي ونافع وقوله * (ذوقوا ما كنتم تعملون) * أي جزاء أعمالكم * (يا عبادي) * وبسكون الياء بصرى وكوفي غير عاصم * (الذين آمنوا إن أرضي واسعة) * وبفتح الياء شامي يعنى أن المؤمن إذا لم يتسهل له العبادة في بلد هو فيه ولم يتمش له أمر دينه فليهاجر عنه إلى بلد يقدر أنه فيه أسلم قلبا وأصح دينا وأكثر عبادة والبقاع تتفاوت في ذلك تفاوتا كثيرا وقالوا لم نجد أعون على قهر النفس واجمع للقلب واحث على القناعة واطرد للشيطان وابعدمن الفتن واربط للأمر الديني من مكة حرسها الله تعالى وعن سهل إذا ظهرت المعاصي والبدع في أرض فأخرجوا منها إلى الأرض المطيعين وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم من فر بدينه من أرض إلى أرض وإن كان شبرا من الأرض استوجب الجنة * (فإياي فاعبدون) * وبالياء يعقوب وتقديره فإياي فاعبدوني وجىء بالفاء في فاعبدون لأنه جواب شرط محذوف لأن المعنى أن أرضى واسعة فإن لم تخلصوا العبادة لي في أرض فاخلصوها في غيرها ثم حذف الشرط وعوض عن حذفه تقديم المفعول مع إفادة تقديمه معنى الاختصاص والإخلاص ثم شجع المهاجر بقوله * (كل نفس ذائقة الموت) * أي واجدة مرارته وكربه كما يجد الذائق طعم المذوق لأنها إذا تيقنت بالموت سهل عليها مفاوقة وطنها * (ثم إلينا ترجعون) * بعد الموت للثوب والعقاب يرجعون يحيى ترجعون يقعوب * (والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنبوئنهم من الجنة غرفا) * لننزلهم من الجنة علالى لبثوينهم كوفي غير عاصم من الثواء وهو النزول للإقامة وثوى غير مبتعد فإذا تعدى بزيادة الهمزة لم يجاوز مفعولا واحدا والوجه في تعديته إلى ضمير المؤمنين وإلى الغرف أما أجراؤه مجرى لننزلنهم لنؤوينهم أو حذف الجار وإيصال الفعل أو تشبيه الظرف الؤقت بالمبهم * (تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نعم أجر العاملين) * ويوقف على العاملين على أن * (الذين صبروا) *
(٢٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 258 259 260 261 262 263 264 265 266 267 268 ... » »»