تفسير النسفي - النسفي - ج ٣ - الصفحة ٢٦٢
العنكبوت (53 - 49)) كون آياته بينات الاعجاز وكونه محفوظا في الصدور بخلاف سائر الكتب فإنها لم تكن معجزات ولا كانت تقرأ إلا من المصاحف * (وما يجحد بآياتنا) * الواضحة * (إلا الظالمون) * أي المتوغلون في الظلم * (وقالوا لولا أنزل عليه آيات من ربه) * آية بغير الف مكي وكوفي غير حفص أرادواهلا انزل عليه آيات مثل الناقة والعصا ومائدة عيسى عليهم السلام ونحو ذلك * (قل إنما الآيات عند الله) * ينزل أيتها شاء ولست املك شيئا منها * (وإنما أنا نذير مبين) * كلفت الانذار وابانته بما أعطيت من الآيات وليس لي ان أقول انزل على آية كذا دون آية كذا مع علمي ان المراد من الآيات ثبوت الدلالة والآيات كلها في حكم آية واحدة في ذلك * (أو لم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم) * أي أولم يكفهم آية مغنية عن سائر الآيات ان كانوا طالبين للحق غير متعنتين هذا القرآن الذي تدوم تلاوته عليهم في كل مكان وزمان فلا يزال معهم آية ثابتة لا تزول كما تزول كل آية بعد كونها أو تكون في مكان دون مكان * (إن في ذلك) * أي في مثل هذه الآية الموجودة في كل مكان وزمان إلى آخر الدهر * (لرحمة) * لنعمة عظيمة * (وذكرى) * وتذكرة * (لقوم يؤمنون) * دون المتعنتين * (قل كفى بالله بيني وبينكم شهيدا) * اى شاهدا بصدق ما ادعيه من الرسالة وانزال القرآن على وبتكذيبكم * (يعلم ما في السماوات والأرض) * فهو مطلع على امرى وأمركم وعالم بحقي وباطلكم * (والذين آمنوا بالباطل) * منكم وهو ما يعبدون من دون الله * (وكفروا بالله) * وآياته * (أولئك هم الخاسرون) * والمغبونون في صفقتهم حيث اشتروا الكفر بالايمان إلا أن الكلام ورد مورد الانصاف كقوله وانا أو إياكم لعلى هدى أوفى ضلال مبين وروى أن كعب بن الاشراف وأصحابه قالوا يا محمد من يشهد لك بأنك رسول الله فنزلت * (ويستعجلونك بالعذاب) * بقولهم أمطر علينا حجارة من السماء الآية * (ولولا أجل مسمى) * وهو يوم القيامة أو يوم بدر أو وقت فنائهم بآجالهم والمعنى ولولا اجل قد سماه الله وبينه في اللوح لعذبهم والحكمة تقتضى تأخيره إلى ذلك الأجل المسمى * (لجاءهم العذاب) * عاجلا * (وليأتينهم) * العذاب عاجلا أو
(٢٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 257 258 259 260 261 262 263 264 265 266 267 ... » »»