تفسير النسفي - النسفي - ج ٣ - الصفحة ١٥٦
النور (59 - 58)) * (ثلاث عورات لكم) * أي هي أوقات ثلاث عورات فحذف المبتدأ والمضاف وبالنصب كوفي غير حفص بدلا من ثلاث مرات أي أوقات ثلاث عورات وسمى كل واحد من هذه الأحوال عورة لأن الإنسان يختل تستره فيها والعورة الخلل ومنها الأعور المختل العين دخل غلام من الأنصار يقال له مدلج وددت أن الله نهى عن الدخول في هذه الساعات إلا بالإذن فانطلق إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد نزلت عليه الآية ثم عذرهم في ترك الاستئذان وراء هذه المرات بقوله * (ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن) * أي لا اثم عليكم وعلى المذكورين في الدخول بغير استئذان بعدهن ثم بين العلة في ترك الاستئذان في هذه الأوقات بقوله * (طوافون عليكم) * أي هم طوافون بحوائج البيت * (بعضكم) * مبتدأ خبره * (على بعض) * وتقديره بعضكم طائف على بعض فحذف طائف لدلالة طوافون عليه ويجوز أن تكون الجملة بدلا من التي قبلها وأن تكون مبينة مؤكدة يعنى أن بكم وبهم حاجة إلى المخالطة والمداخلة يطوفون عليكم للخدمة وتطوفون عليهم للاستخدام فلو جزم الأمر بالاستئذان في كل وقت لأفضى إلى الحرج وهو مدفوع في الشرع بالنص * (كذلك يبين الله لكم الآيات) * أي كما بين حكم الاستئذان يبين لكم غيره من الآيات التي احتجتم إلى بيانها * (والله عليم) * بمصالح عباده * (حكيم) * في بيان مراده * (وإذا بلغ الأطفال منكم) * أي الأحرار دون المماليك * (الحلم) * أي الاحتلام أي إذا بلغوا وأرادوا الدخول عليكم * (فليستأذنوا) * في جميع الأوقات * (كما استأذن الذين من قبلهم) * أي الذين بلغوا الحلم من قبلهم وهم الرجال أو الذين ذكروا من قبلهم في قوله يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا الآية والمعنى أن الأطفال مأذون لهم في الدخول بغير إذن إلا في العورات الثلاث فإذا اعتاد الأطفال ذلك ثم بلغوا بالاحتلام أو بالسن وجب أن يفطموا عن تلك العادة وتحملوا على أن يستأذنوا في جميع الأوقات كالرجال الكبار الذين لم يعتادوا الدخول عليكم إلا بإذن والناس عن هذا غافلون وعن ابن عباس رضي الله عنه ثلاث آيات جحدهن الناس الإذن كله وقوله إن أكرمكم عند الله أتقاكم وإذا حضر القسمة وعن سعيد بن جبير يقولون هي منسوخة والله ما هي بمنسوخة وقوله * (كذلك يبين الله لكم آياته والله عليم) * فيما تبين من الأحكام * (حكيم) * بمصالح الأنام * (والقواعد) * جمع قاعد لأنها من الصفات المختصة بالنساء كالطالق والحائض
(١٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 ... » »»