تفسير النسفي - النسفي - ج ٣ - الصفحة ١٤٥
النور (33)) يشاء ويقدر وقيل في الآية دليل على أن تزويج النساء والأيامى إلى الأولياء كما أن تزويج العبيد والإماء إلى الموالى قلنا الرجل لا يلي على الرجل الأيم إلا باذنه فكذا لا يلي على المرأة إلا باذنها لأن الأيم ينتظمهما * (وليستعفف الذين) * ولجتهدوا في العفة كأن المستعف طالب من نفسه العفاف * (لا يجدون نكاحا) * استطاعة تزوج من المهر والنفقة * (حتى يغنيهم الله من فضله) * حتى يقدرهم على المهر والنفقة قال عليه الصلاة والسلام يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء فانظر كيف رتب هذه الأوامر فامر أولا بما يعصم من الفتنة ويبعد عن مواقعة المعصية وهو غض البصر ثم بالنكاح المحصن للدين المغنى عن الاحرام ثم بعزة النفس الامارة بالسوء عن الطموح إلى الشهوة عند العجز عن النكاح إلى أن تقدر عليه * (والذين يبتغون الكتاب مما ملكت أيمانكم) * أي المماليك الذين يطلبون الكتابة فالذين مرفوع بالابتداء أو منصوب بفعل يفسره * (فكاتبوهم) * وهو للندب ودخلت الفاء لتضمنه معنى الشرط والكتاب والمكاتبة كالعتاب والمعاتبة وهو ان يقول لمملوكه كاتبتك على ألف درهم فان أداها عتق ومعناه كتبت لك على نفسي ان تعتق منى إذا وفيت بالمال وكتبت لي على نفسك أن تفي بذلك أو كتبت عليك الوفاء بالمال وكتبت على العتق ويجوز حالا ومؤجلا ومنجما وغير منجم لاطلاق الأمر * (إن علمتم فيهم خيرا) * قدرة على الكسب أو أمانة وديانه والندبية معلقة بهذا الشرط * (وآتوهم من مال الله الذي آتاكم) * أمر للمسلمين على وجه الوجوب بإعانة المكاتبين واعطائهم سهمهم من الزكاة لقوله تعالى وفى الرقاب وعند الشافعي رحمه الله معناه حطوا من بدل الكتابة ربعا وهذا عندنا على وجه الندب والأول الوجه لأن الايتاء هو التمليك فلا يقع على الحط سأل صبيح مولاه حويطبا أن يكاتبه فأبى فنزلت واعلم أن العبيد أربعة قن مقتنى للخدمة ومأذون في التجارة وكاتب وآبق فمثال الأول ولى العزلة الذي حصل العزلة بايثار الخلوة وترك العشرة والثاني ولى العشيرة فهو نجى الحضرة يخالط الناس للخبرة وينظر إليهم بالعبرة ويأمرهم بالعبرة فهو خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكم بحكم الله ويأخذ لله ويعطى في الله ويفهم عن الله ويتكلم مع الله فالدنيا سوق تجارته والعقل رأس بضاعته والعدل في الغضب والرضا ميزانه والقصد في الفقر والغنى عنوانه والعلم مفزعة ومنحاه والقرآن كتاب الإذن من مولاه هو كائن في الناس
(١٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 ... » »»