تفسير النسفي - النسفي - ج ٣ - الصفحة ١٥٩
النور (64 - 62)) كذلك مع أئمتهم مقدميهم في الدين والعلم يظاهرونهم ولا يفرقون عنهم إلا باذن قيل نزلت يوم الخندق كان المنافقون يرجعون إلى منازلهم من غير استئذان * (لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا) * اى إذا احتاج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اجتماعكم عنده لأمر فدعاكم فلا تقربوا منه إلا باذنه ولا تقيسوا دعاءه إياكم على دعاء بعضكم بعضا ورجوعكم عن المجمع بغير اذن الداعي أو لا تجعلوا تسميته ونداءه بينكم كما يسمى بعضكم بعضا ويناديه باسمه الذي سماه به أبواه فلا تقولوا يا محمد ولكن يا نبي الله يا رسول الله مع التوفير والتعظيم والصوت المخفوض * (قد يعلم الله الذين يتسللون) * يخرجون قليلا قليلا * (منكم لواذا) * حال أي ملاوذين اللواذ والملاوذة هو أن يلوذ هذا بذاك وذاك بهذا أي ينسلون عن الجماعة في الخفية على سبيل الملاوذة واستتار بعضهم ببعض * (فليحذر الذين يخالفون عن أمره) * أي الذين يصدون عن أمره دون المؤمنين وهم المنافقون يقال له خالفه إلى الامر إذا ذهب إليه دونه ومنه وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنها كم عنه وخالفه عن الامر إذا صد عنه دونه والضمير في أمر الله سبحانه أو للرسول عليه الصلاة والسلام والمعنى عن طاعته ودينه ومفعول يحذر * (أن تصيبهم فتنة) * محنة في الدنيا أو قتل أو زلازل وأهوال أو تسليط سلطان جائر أو قسوة القلب عن معرفة الرب أو إسباغ النعم استدراجا * (أو يصيبهم عذاب أليم) * في الآخرة والآية تدل على أن الأمر للايجاب * (ألا إن لله ما في السماوات والأرض) * ألا تنبيه على أن لا يخالفوا أمر من له ما في السماوات والأرض * (قد يعلم ما أنتم عليه) * أدخل قد ليؤكد علمه بما هم عليه من المخالفة عن الدين ويرجع توكيد العلم إلى توكيد الوعيد والمعنى أن جميع ما في السماوات والأرض مختص به خلقا وملكا وعلما فكيف تخفى عليه أحوال المنافقين وإن كانوا يجتهدون في سترها * (ويوم يرجعون إليه) * وبفتح الباء وكسر الجيم يعقوب أي ويعلم يوم يردون إلى جزائه وهو يوم القيامة والخطاب والغيبة في قوله قد يعلم ما أنتم عليه ويوم يرجعون إليه يجوز أن يكونا جميعا للمنافقين على طريق الالتفات ويجوز ان يكون ما أنتم عليه عاما ويرجعون إليه يجوز أن يكونا جميعا للمنافقين * (فينبئهم) * يوم القيامة * (بما عملوا) * بما أبطنوا من سوء أعمالهم ويجازيهم حق جزائهم * (والله بكل شيء عليم) * فلا يخفى عليه خافية وروى أن ابن عباس رضي الله عنه قرأ سورة النور على المنبر في الموسم وفسرها على وجه لو سمعت الروم به لا سلمت والله أعلم
(١٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 ... » »»