تفسير النسفي - النسفي - ج ٣ - الصفحة ١٦١
الفرقان (8 - 3)) * (لأنفسهم ضرا ولا نفعا) * ولا يستطيعون لأنفسهم دفع ضرر عنها ولا جلب نفع إليها * (ولا يملكون موتا) * إماتة * (ولا حياة) * أي إحياء * (ولا نشورا) * إحياء بعد الموت وجعلها كالعقلاء لزعم عابديها * (وقال الذين كفروا إن هذا) * ما هذا القرآن * (إلا إفك) * كذب * (افتراه) * اختلقه واخترعه محمد من عند نفسه * (وأعانه عليه قوم آخرون) * أي اليهود وعداس ويسار وأبو فكيهة الرومي قاله النضر بن الحرث * (فقد جاؤوا ظلما وزورا) * هذا اخبار من الله رد للكفرة فيرجع الضمير إلى الكفار وجاء يستعمل في معنى فعل فيعدى تعديتها أو حذف الجار وأوصل الفعل أي بظلم وزور وظلمهم أن جعلوا العربي يتلقن من العجمي الرومي كلاما عربيا أعجز بفصاحته جميع فصحاء العرب والزور أن بهتوه بنسبة ما هو برئ منه إليه * (وقالوا أساطير الأولين) * أو هو أحاديث المتقدمين وما سطروه كرستم وغيره جمع أسطار وأسطورة كأحدوثة * (اكتتبها) * كتبها لنفسه * (فهي تملى عليه) * أي تلقى عليه من كتابه * (بكرة) * أول النهار * (وأصيلا) * آخره فيحفظ ما يملى عليه ثم يتلوه علينا * (قل) * يا محمد * (أنزله) * أي القرآن * (الذي يعلم السر في السماوات والأرض) * أي يعلم كل سر خفى في السماوات والأرض يعنى أن القرآن لما اشتمل على علم الغيوب التي يستحيل عادة أن يعلمها محمد عليه الصلاة والسلام من غير تعليم دل ذلك على أنه من عند علام الغيوب * (إنه كان غفورا رحيما) * فيمهلهم ولا يعاجلهم بالعقوبة وإن استوجبوها بمكابرتهم * (وقالوا ما لهذا الرسول) * وقعت اللام في المصحف مفصولة عن الهاء وخط المصحف سنة لا تغير وتسميتهم إياه بالرسول سخرية منهم كأنهم قالوا اى شئ لهذا الزاعم أنه رسول * (يأكل الطعام ويمشي في الأسواق) * حال والعامل فيها هذا * (لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا أو يلقى إليه كنز أو تكون له جنة يأكل منها) * أي إن صح أنه رسول الله فما باله يأكل الطعام كما نأكل ويتردد في الأسواق لطلب المعاش كما نتردد يعنون أنه كان يجب أن يكون ملكا مستغنيا عن الأكل والتعيش ثم نزلوا عن ذلك الاقتراح إلى أن يكون إنسانا معه ملك حتى بتساندا في الإنذار والتخويف ثم نزلوا إلى أن يكون مرفودا بكنز يلقى إليه
(١٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 ... » »»