تفسير النسفي - النسفي - ج ٢ - الصفحة ٩٢
ولسعوا بينكم بالتضريب والنمائم وإفساد ذات البين يقال وضع البعير وضعا إذا أسرع وأوضعته أنا والمعنى ولأوضعوا ركائبهم بينكم والمراد الاسراع بالنمائم لأن الراكب أسرع من الماشي وخط في المصحف ولا اوضعوا بزيادة الألف لأن الفتحة كانت تكتب ألفا قبل الخط العربي والخط العربي اخترع قريبا من نزول القرآن وقد بقي من تلك الألف أثر في الطباع فكتبوا صورة الهمزة ألفا وفتحها ألفا أخرى ونحوه أولا أذبحنه * (يبغونكم) * حال من الضمير في أوضعوا * (الفتنة) * أي يطلبون أن يفتنوكم بأن يوقعوا الخلافة فيما بينكم ويفسدوا نياتكم في مغزاكم * (وفيكم سماعون لهم) * أي نمامون يسمعون حديثكم فينقلونه إليهم * (والله عليم بالظالمين) * بالمنافقين * (لقد ابتغوا الفتنة) * بصد الناس أو بأن يفتكوا به عليه السلام ليلة العقبة أو بالرجوع يوم أحد * (من قبل) * من قبل غزوة تبوك * (وقلبوا لك الأمور) * ودبروا لك الحيل والمكايد ودوروا الآراء في إبطال أمرك * (حتى جاء الحق) * وهو تأييدك ونصرك * (وظهر أمر الله) * وغلب دينه وعلاشرعه * (وهم كارهون) * أي على رغم منهم * (ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني) * ولا توقعنى في الفتنة وهى الاثم بأن لا تأذن لي فانى أن تخلفت بغير إذنك أثمت أولا تلقنى في الهلكة فانى إذا خرجت معك هلك مالي وعيالي وقيل قال الجد بن قيس المنافق قد علمت الأنصار إني مستهتر بالنساء فلا تفتني ببنات الأصفر يعنى نساء الروم ولكني أعينك بمالي فاتركنى * (ألا في الفتنة سقطوا) * يعنى أن الفتنة هي التي سقطوا فيها وهى فتنة التخلف * (وإن جهنم لمحيطة بالكافرين) * الآن لأن أسباب الإحاطة معهم أو هي تحيط بهم يوم القيامة * (إن تصبك) * في بعض الغزوات حسنة ظفر وغنيمة * (تسؤهم وإن تصبك مصيبة) * نكبة وشدة في بعضها نحو ما جرى يوم أحد * (يقولوا قد أخذنا أمرنا) * الذي نحن متسمون به من الحذر والتيقظ والعمل بالحزم * (من قبل) * من قبل ما وقع * (ويتولوا) * عن مقام التحدث بذلك إلى أهاليهم * (وهم فرحون) * مسرورون * (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا) * أي قضى من خير أو شر * (هو مولانا) * أي الذي يتولانا ونتولاه * (وعلى الله فليتوكل المؤمنون) * وحق المؤمنين أن لا يتوكلوا على غير الله * (قل هل تربصون بنا) *
(٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 ... » »»