تفسير النسفي - النسفي - ج ٢ - الصفحة ٩٧
التوبة (65 _ 68)) في شيء من أمرك ولا من أمر أصحابك ولكن كنا في شيء مما يخوضن فيه الركب ليقصر مضنا على بعض السفر اي ولئن سألتهم وقلت لهم لم قلتم ذلك لقالوا إنما كنا نخوض ونلعب * (قل) * يا محمد * (أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤون) * لم يعبأ باعتذارهم لأنهم كانوا كاذبين فيه فجعلوا كأنهم معترفون باستهزائهم وبأنه موجود فيهم حتى وبخوا بأخطائهم موقع الاستهزاء حيث جعل المستهزأ به يلي حرف التقرير وذلك إنما يستقيم بعد ثبوت الاستهزاء * (لا تعتذروا) * لا تشتغلوا باعتذاراتكم الكاذبة فإنها لا تنفعكم بعد ظهور سركم * (قد كفرتم) * قد اظهرتم كفركم باستهزائكم * (بعد إيمانكم) * بعد إظهاركم الإيمان * (إن نعف عن طائفة منكم) * بتوبتهم وإخلاصهم الإيمان بعد النفاق * (نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين) * مصرين على النفاق غير تائبين منه إن يعف تعذب طائفة غير عاصم * (المنافقون والمنافقات) * الرجال المنافقون كانوا ثلاثمائة والنساء المنافقات مائة وسبيعن * (بعضهم من بعض) * أي كأنهم نفس واحدة وفيه نفى أن يكونوا من المؤمنين وتكذيبهم في قولهم ويحلفون بالله إنهم لمنكم وتقرير لقوله وما هم منكم ثم وصفهم بما يدل على مضادة حالهم لحال المؤمنين فقال * (يأمرون بالمنكر) * بالكفر والعصيان * (وينهون عن المعروف) * عن الطاعة و الإيمان * (ويقبضون أيديهم) * شحا بالمبار والصدقات والإنفاق في سبيل الله * (نسوا الله) * تركوا امره أو غفلوا ذكره * (فنسيهم) * فتركهم من رحمته وفضله * (إن المنافقين هم الفاسقون) * هم الكاملون في الفسق الذي هو التمرد في الكفر والانسلاخ عن كل خير وكفى المسلم زاجرا أن يلم بما يكسبه هذا الاسم الفاحش الذي وصف به المنافقون حين بالغ في ذمهم * (وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها) * مقدرين الخلود فيها * (هي) * أي النار * (حسبهم) * فيه دلالة على عظم عذابها و أنه بحيث لا يزاد عليه * (ولعنهم الله) * واهانهم مع التعذيب وجعلهم مذمومين ملحقين بالشياطين الملاعين * (ولهم عذاب مقيم) * دائم معهم في العاجل لا ينفكون عنه وهو ما يقاسونه من تعب النفاق والظاهر المخالف للباطن خوفا من المسلمين وما يحذرونه أبدا
(٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 ... » »»