تفسير النسفي - النسفي - ج ٢ - الصفحة ٢٣٣
إبراهيم (37 _ 42)) * (تهوي إليهم) * تسرع إليهم من البلاد الشاسعة وتطير نحوهم شوقا * (وارزقهم من الثمرات) * مع سكناهم واديا ما فيه شيء منها بأن تجلب إليهم من البلاد الشاسعة * (لعلهم يشكرون) * النعمة في أن يرزقوا أنواع الثمرات في واد ليس فيه شجر ولا ماء * (ربنا) * النداء المكرر دليل التضرع واللجأ إلى الله * (إنك تعلم ما نخفي وما نعلن) * تعلم السر كما تعلم العلن * (وما يخفى على الله من شيء في الأرض ولا في السماء) * من كلام الله عز وجل تصديقا لإبراهيم عليه السلام أو من كلام إبراهيم ومن للاستغراق كأنه قيل وما يخفى على الله شيء ما * (الحمد لله الذي وهب لي على الكبر) * على بمعنى مع وهو في موضع الحال أي وهب لي وأنا كبير * (إسماعيل وإسحاق) * روى أن إسماعيل ولد له وهو ابن تسع وتسعين سنة وولد له إسحق وهو ابن مائة وثنتى عشرة سنة وروى أنه ولد له إسماعيل لأربع وستين وإسحق لتسعين وإنما ذكر حال الكبر لأن المنة بهبة الولد فيها أعظم لأنها حال وقوع اليأس من الولادة والظفر بالحاجة على عقب اليأس من أجل النعم ولأن الولادة في تلك السن العالية كانت آية لإبراهيم * (إن ربي لسميع الدعاء) * مجيب الدعاء من قولك سمع الملك كلام فلان إذا تلقاه بالإجابة والقبول ومنه سمع الله لمن حمده وكان قد دعا ربه وسأله الولد فقال رب هب لي من الصالحين فشكر لله ما أكرمه به من اجابته وإضافة السميع إلى الدعاء من إضافة الصفة إلى مفعولها وأصله لسميع الدعاء وقد ذكر سيبويه فعيلا في جملة أبنية المبالغة العاملة عمل الفعل كقولك هذا رحيم أباه * (رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي) * وبعض ذريتي عطفا على المنصوب في اجعلني وإنما بعض لأنه علم باعلام الله أنه يكون في ذريته كفار عن ابن عباس رضي الله عنهما لا يزال من ولد إبراهيم ناس على الفطرة إلى أن تقوم الساعة * (ربنا وتقبل دعاء) * بالياء في الوصل والوقف مكي وافقه أبو عمرو وحمزة في الوصل الباقون بلاياء أي استجب دعائي أو عبادتي * (وأعتزلكم وما تدعون من دون الله) * * (ربنا اغفر لي ولوالدي) * أي آدم وحواء أو قاله قبل النهى واليأس عن إيمان أبويه * (وللمؤمنين يوم يقوم الحساب) * اي يثبت أو أسند إلى الحساب قيام أهله اسنادا مجازيا مثل واسأل القرية * (ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون) * تسلية للمظوم وتهديد للظالم والخطاب لغير الرسول عليه السلام وإن كان للرسول فالمراد تثبيته عليه السلام على ما كان عليه من أنه لا يحسب الله غافلا كقوله ولا تكونن من
(٢٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 ... » »»