تفسير النسفي - النسفي - ج ٢ - الصفحة ٢٢٩
إبراهيم (22 _ 24)) * (ولوموا أنفسكم) * حيث اتبعتمونى بلا حجة ولا برهان وقول المعتزلة هذا دليل على أن الانسان هو الذي يختار الشقاوة أو السعادة ويحصلها لنفسه وليس من الله الا التمكين ولا من الشيطان الا التزيين باطل لقوله لو هدانا الله اي إلى الايمان لهدينا كم كما مر * (ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي) * لا ينجى بعضنا بعضا من عذاب الله ولا يغيثه والا صراخ الإغاثة بمصرخى حمزة اتباعا للخاء غيره بفتح الياء لئلا تجتمع الكسرة واليآن بعد كسرتين وهو جمع مصرخ فالياء الأولى ياء الجمع والثانية ضمير المتكلم * (إني كفرت بما أشركتمون) * وبالياء بصرى وما مصدرية * (من قبل) * متعلق بأشركتمونى أي كفرت اليوم باشراككم إياي مع الله من قبل هذا اليوم اي في الدنيا كقوله ويوم القيامة يكفرون بشرككم ومعنى كفره باشراكهم إياه تبرؤه منه واستنكاره له كقوله انا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم أو من قبل متعلق بكفرت وما موصولة أي كفرت من قبل حين أبيت السجود لآدم بالذي اشركتمونيه وهو الله عز وجل تقول اشركنى فلان أي جعلني له شريكا ومعنى إشراكهم الشيطان يالله طاعتهم له فيما كان يزينه لهم من عبادة الأوثان وهذا آخر قول الشيطان وقوله * (إن الظالمين لهم عذاب أليم) * قول الله عز وجل وقيل هو من تمام كلام إبليس وإنما حكى الله عز وجل ما سيقوله في ذلك الوقت ليكون لطفا للسامعين * (وأدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها) * عطف على برزوا * (بإذن ربهم) * متعلق بأدخل أي أدخلتهم الملائكة الجنة بإذن الله وأمره * (تحيتهم فيها سلام) * هو تسليم بعضهم على بعض في الجنة أو تسليم الملائكة عليهم * (ألم تر كيف ضرب الله مثلا) * أي وصفه وبينه * (كلمة طيبة) * نصب بمضمر أي جعل كلمة طيبة * (كشجرة طيبة) * وهو تفسير لقوله ضرب الله مثلا نحو سرف الأمير زيدا كساه حلة وحمله على فرس أو انتصب مثلا وكلمة يضرب أي ضرب كلمة طيبة مثلا يعنى جعلها مثلا ثم قال كشجرة طيبة على أنها خبر مبتدأ محذوف أي هي كشجرة طيبة * (أصلها ثابت) * أي في الأرض ضارب بعروقه فيها * (وفرعها) * وأعلاها ورأسها * (في السماء) * والكلمة الطيبة كلمة التوحيد أصلها تصديق بالجنان وفرعها اقرار باللسان وأكلها عمل الأركان وكما أن الشجرة شجرة وان لم تكن حاملا فالمؤمن مؤمن وان لم يكن عاملا ولكن الأشجار لا تراد الا للثمار فما أقوات النار الا من الأشجار إذا اعتادت الاخفار في عهد الأثمار والشجرة كل
(٢٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 ... » »»