تفسير النسفي - النسفي - ج ٢ - الصفحة ١٨٩
يوسف (37 _ 40)) السجن قبل أن يأتيهما ويصفه لهما ويقول اليوم يأتيكما طعام من صفته كيت وكيت فيكون كذلك وجعل ذلك تخلصا إلى أن يذكر لهما التوحيد ويعرض عليهما الإيمان ويزينه لهما ويقبح إليهما الشرك وفيه أن العالم إذا جهلت منزلته في العلم فوصف نفسه بما هو بصدده وغرضه أن يقتبس منه لم يكن من باب التزكية * (ذلكما) * إشارة لهما إلى التأويل أي ذلك التأويل والإخبار بالمغيبات * (مما علمني ربي) * وأوحى به إلى ولم أقله عن تكهن وتنجم * (إني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله وهم بالآخرة هم كافرون) * يجوز أن يكون كلاما مبتدأ و أن يكون تعليلا لما قبله أي علمني ذلك وأوحى به إلى لأنى رفضت ملة أولئك وهم أهل مصر ومن كان الفتيان على دينهم * (واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب) * وهى الملة الحنيفية وتكريرهم للتوكيد وذكر الآباء ليريهما أنه من بيت النبوة بعد أن عرفهما أنه نبي يوحى إليه بما ذكر من إخباره بالغيوب ليقوى رغبتهما في اتباع قوله والمراد به ترك الابتداء لا أنه كان فيه ثم تركه * (ما كان لنا) * ما صح لنا معشر الأنبياء * (أن نشرك بالله من شيء) * أي شيء كان صنما أو غيره ثم قال * (ذلك) * التوحيد * (من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون) * فضل الله فيشركون به ولا ينتهون * (يا صاحبي السجن) * يا ساكنى السجن كقوله * (أصحاب النار وأصحاب الجنة) * * (أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار) * يريد التفرق في العدد والتكاثر أي أأن تكون أرباب شتى يستعبدكما هذا ويستعبدكما هذا خير لكما أم يكون لكما رب واحد قهار لا يغالب ولا يشارك في الربوبية وهذا مثل ضربه لعبادة الله وحده ولعبادة الأصنام * (ما تعبدون) * خطاب لهما ولمن كان على دينهما من أهل مصر * (من دونه) * من دون الله * (إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم) * أي سميتم مالا يستحق الألوهية آلهة ثم طفقتم تعبدونها فكأنكم لا تعبدون إلا أسماء لا مسميات لها ومعنى سميتموها سميتم بها يقال سميته زيدا أو سميته بزيد * (ما أنزل الله بها) * بتسميتها * (من سلطان) * حجة * (إن الحكم) * في أمر العبادة والدين * (إلا لله) * ثم بين ما حكم به فقال * (أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم) *
(١٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 ... » »»