تفسير النسفي - النسفي - ج ٢ - الصفحة ١٢٠
أن يقولوا الحمد لله رب العالمين أن مخففة من الثقيلة واصله أنه الحمد لله رب العالمين والضمير للشأن قيل أول كلامهم التسبيح و آخره التحميد فيبتدءون بتعظيم الله وتنزيهه ويختمون بالشكر والثناء عليه ويتكلمون بينهما بما أرادوا * (ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير) * أصله ولو يعجل الله للناس الشر تعجيله لهم الخير فوضع استعجالهم بالخير موضع تعجيله لهم الخير اشعارا بسرعة اجابته لهم والمراد أهل مكة وقولهم فأمطر علينا حجارة من السماء اي ولو عجلنا لهم الشر الذي دعوا به كما نعجل لهم الخير ونجيبهم إليه * (لقضي إليهم أجلهم) * لأميتوا وأهلكوا لقضى إليهم أجلهم شامي على البناء للفاعل وهو الله عز وجل * (فنذر الذين لا يرجون لقاءنا في طغيانهم) * شركهم وضلالهم * (يعمهون) * يترددون ووجه اتصاله بما قبله أن قوله ولو يعجل الله متضمن معنى نفى التعجيل كأنه قيل ولا نعجل لهم الشر ولا نقضي إليهم أجلهم فنذرهم في طغيانهم أي فنمهلهم ونفيض عليهم النعمة مع طغيانهم إلزاما للحجة عليهم * (وإذا مس الإنسان) * أصابه والمراد به الكافر * (الضر دعانا) * أي دعا الله لإزالته * (لجنبه) * في موضع الحال بدليل عطف الحالين أي * (أو قاعدا أو قائما) * عليه أي دعانا مضطجعا وفائدة ذكر هذه الأحوال أن المضرور لا يزال داعيا لا يفتر عن الدعاء حتى يزول عنه الضر فهو يدعونا في حالاته كلها كان مضطجعا عاجزا عن النهوض أو قاعدا لا يقدر على القيام أو قائما لا يطيق المشي * (فلما كشفنا عنه ضره) * أزلنا ما به * (مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه) * أي مضى على طريقته الأولى قبل مس الضر ونسي حال الجهد أو مر عن موقف الابتهال والتضرع لا يرجع إليه كأنه لا عهد له به والأصل كأنه لم يدعنا فخفف وحذف ضمير الشأن * (كذلك) * مثل ذلك التزيين * (زين للمسرفين) * للمجاوزين الحد في الكفر زين الشيطان بوسوسته * (ما كانوا يعملون) * من الاعراض عن الذكر واتباع الكفر * (ولقد أهلكنا القرون من قبلكم) * يا أهل مكة * (لما ظلموا) * أشركوا وهو ظرف لأهلكنا والواو في * (وجاءتهم رسلهم) * للحال ا ظلموا بالتكذيب وقد جاءتهم رسلهم * (بالبينات) * بالمعجزات * (وما كانوا ليؤمنوا) * أن بقوا ولم يهلكوا لأن الله علم منهم أنهم يصرون
(١٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 ... » »»