تفسير النسفي - النسفي - ج ١ - الصفحة ٤٦
البقرة (59 _ 61)) فخالفوه إلى قول ليس معناه معنى ما أمروا به ولم يمتثلوا أمر الله وقيل قالوا مكان حطة حنطة وقيل قالوا بالنبطية حطا سمقاثا أي حنطة حمراء استهزاء منهم بما قيل لهم وعدولا عن طلب ما عند الله إلى طلب ما يشتهون من أعراض الدنيا * (فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا) * عذابا وفى تكرير الذين ظلموا زيادة في تقبيح امرهم وإيزان بإنزال الرجز عليهم لظملهم * (من السماء) * صفة لرجز * (بما كانوا يفسقون) * بسبب فسقهم روى أنه مات منهم في ساعة بالطاعون أربعة وعشرون ألفا وقيل سبعون ألفا * (وإذ استسقى موسى لقومه) * موضع إذ نصب كأنه قيل واذكروا إذا استسقى أي استدعى أن يسقى قومه * (فقلنا اضرب بعصاك الحجر) * عطشوا في التيه فدعا لهم موسى بالسقيا فقيل له اضرب بعصاك الحجر واللام للعهد والإشارة إلى حجر معلوم فقد روى أنه حجر طورى حمله معه وكان مربعا له أربعة أوجه كانت تنبع من كل وجه ثلاث أعين لكل سبط عين وكانوا ستمائة الف وسعة المعسكر اثنا عشر ميلا أو للجنس أي اضرب الشئ الذي يقال له الحجر وهذا اظهر في الحجة وأبين في القدرة * (فانفجرت) * الفاء متعلقة بمحذوف أي فضرب فانفجرت أي سالت بكثرة أو فإن ضربت فقد انفرجت وهى على هذا فاء فصيحة لا تقع إلا في كلام بليغ * (منه اثنتا عشرة عينا) * على عدد الأسباط وقرئ بكسر الشين وفتحها وهما لغتان وعينا تمييز * (قد علم كل أناس) * كل سبط * (مشربهم) * عينهم التي يشربون منها وقلنا لهم * (كلوا) * من المن والسلوى * (واشربوا) * من ماء العيون * (من رزق الله) * أي الكل مما رزقكم الله * (ولا تعثوا في الأرض) * لا تفسدوا فيها والعيث أشد الفساد * (مفسدين) * حال مؤكدة أي لا تتمادوا في الفساد في حال فسادكم لأنهم كانوا متمادين فيه * (وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد) * هو ما رزقوا في التيه من المن والسلوى و إنما قالوا على طعام واحد وهما طعامان لأنهم أرادوا بالواحد ما لا يتبدل ولو كان على مائدة الرجل ألوان عدة يداوم عليها كل يوم لا يبدلها يقال لا يأكل فلان إلا طعاما واحدا ويراد بالوحدة نفى التبدل والاختلاف أو أرادوا أنهما ضرب واحد لأنهما معا من طعام أهل التلذد والتترف وكانوا من أهل الزراعات فأرادوا ما ألفوا من البقول والحبوب وغير ذلك * (فادع لنا ربك) * سله
(٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 ... » »»