تفسير النسفي - النسفي - ج ١ - الصفحة ٥٧
البقرة (88 _ 91)) مستعار من الأغلف الذي لم يختن * (بل لعنهم الله بكفرهم) * فرد الله أن تكون قلوبهم مخلوقة كذلك لأنها خلقت على الفطرة والتمكن من قبول الحق و إنما طردهم بكفرهم وزيغهم * (فقليلا ما يؤمنون) * فقليلا صفة مصدر محذوف أي فإيمانا قليلا يؤمنون وما مزيده وهو إيمانهم ببعض الكتاب وقيل القلة بمعنى العدم وقيل غلف تخفيف غلف وقرئ به جمع غلاف أي قلوبنا أوعية للعلوم فنحن مستغنون بما عندنا من غيره أو أوعيه للعلوم فلو كان ما جئت به حقا لقبلنا * (ولما جاءهم) * أي اليهود * (كتاب من عند الله) * أي القرآن * (مصدق لما معهم) * من كتابهم لا يخالفه * (وكانوا من قبل) * يعنى القرآن * (يستفتحون على الذين كفروا) * يستنصرون على المشركين إذا قاتلوهم قالوا اللهم انصرنا يا لنبي المبعوث في آخر الزمان الذي نجد نعته في التوراة ويقولون لأعدائهم المشكرين قد أظل زمان نبي يخرج بتصديق ما قلنا فنقتلكم معه قتل عادو إرم * (فلما جاءهم ما عرفوا) * ما موصولة أي ما عرفوه وهو فاعل جاء * (كفروا به) * بغيا وحسدا وحرصا على الرياسة * (فلعنة الله على الكافرين) * أي عليهم وضعا للظاهر موضع المضمر للدلالة على أن اللعنة لحقتهم لكفرهم واللام للعهد أو للجنس ودخلوا فهي دخلولا فيه دخولا أوليا وجواب لما الأولى مضمر وهو نحو كذبوا به وأنكروه أو كفروا جواب الأولى والثانية لأن مقتضاهما واحد وما في * (بئسما) * نكرة موصوفة مفسرة لفاعل بئس أي بئس شيئا بئسما وبابه غير مهموز أبو عمرو * (اشتروا به أنفسهم) * أي باعوه والمخصوص بالذم * (أن يكفروا بما أنزل الله) * يعنى القرآن * (بغيا) * مفعول له أي حسدا وطلبا لما ليس لهم وهو علة اشتروا * (أن ينزل الله) * لأن ينزل أو على أن ينزل أي حسده على أن ينزل الله ينزل بالتخفيف مكي وبصرى * (من فضله) * الذي هو الوحي * (على من يشاء من عباده) * وهو محمد عليه السلام * (فباؤوا بغضب على غضب) * فصاروا أحقاء بغضب مترادف لأنهم كفورا بنبي الحق وبغوا عليه أو كفروا بمحمد بعد عيسى عليهما السلام أو بعد قولهم عزير ابن الله وقولهم يد الله مغلولة وغير ذلك * (وللكافرين عذاب مهين) * مذل * (وإذا قيل لهم) * لهؤلاء اليهود * (آمنوا بما أنزل الله) * يعنى القرآن أو هو مطلق بتناول كل كتاب * (قالوا نؤمن بما أنزل علينا) * أي
(٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 ... » »»