تفسير النسفي - النسفي - ج ١ - الصفحة ٢٩٧
المائدة (80 _ 83 عليهم أي موجب سخط الله * (وفي العذاب هم خالدون) * أي في جهنم * (ولو كانوا يؤمنون بالله) * إيمانا خالصا بلا نفاق * (النبي) * أي محمد صلى الله عليه وسلم * (وما أنزل إليه) * يعنى القرآن * (ما اتخذوهم أولياء) * ما اتخذوا المشركين أولياء يعنى أن موالاة المشركين تدل على نفاقهم * (ولكن كثيرا منهم فاسقون) * مستمرون في كفرهم ونفاقهم أو معناه ولو كان هؤلاء اليهود يؤمنون بالله وبموسى وما أنزل إليه يعنى التوراة ما اتخذوا المشركين أولياء كما لم يوالهم المسلمون ولكن كثيرا منهم فاسقون خارجون عن دينهم فلا دين لهم أصلا * (لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود) * هو مفعول ثان لتجدن وعداوة تمييز * (والذين أشركوا) * عطف عليهم * (ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى) * اللام تتعلق بعداوة ومودة وصف اليهود بشدة الشكيمة والنصارى بلين العريكة وجل اليهود قرناء المشركين في شدة العداوة للمؤمنين ونبه على تقدم قدمهم فيها بتقديمهم على المشركين * (ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا) * أي علماء وعبادا * (وأنهم لا يستكبرون) * علل سهولة مأخذ النصارى وقرب مودتهم للمؤمنين بأن منهم قسيسين ورهبانا وان فيهم تواضعا واستكانة واليهود على خلاف ذلك وفيه دليل على أن العلم أنفع شيء وأهداه إلى الخير و إن كان علم القسيسين وكذا علم الارخرة و إن كان في راهب والبراءة من الكبر و إن كانت في نصراني * (وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق) * وصفهم برقة القلوب و أنهم يبكون عند استماع القرآن كما روى عن النجاشي أنه قال لجعفر بن أبي طالب حين اجتمع في مجلسه المهاجرون إلى الحبشة والمشركون وهم يقرءونه عليهم هل في كتابكم ذكر مريم قال جعفر فيه سورة تنسب إلى مريم فقرأها إلى قوله ذلك عيسى ابن مريم وقرأ سورة طه إلى قوله هل أتاك حديث موسى فبكى النجاشي وكذلك فعل قومه الذين وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم
(٢٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 292 293 294 295 296 297 298 299 300 301 302 ... » »»